أطلقت “بروبرتي فايندر” نتائج دراستها المعاصرة الأولى من نوعها حول السوق العقاري في دولة الإمارات. وتكشف الدراسة السنوية التي حملت العنوان “علامات الزمن” النقاب عما يبحث عنه المستهلكون، وكيف تبدل سلوكهم وتفضيلاتهم خلال العام الجاري، وأهم التوجهات الجديدة الناشئة لديهم، والمستقاة من نشاطهم والبيانات المرتبطة بهم والمستخلصة من الحركة المرصودة على “بروبرتي فايندر”. وقامت دراسة “بروبرتي فايندر” العصرية بتتبع التوجهات الحقيقية للعقارات المعروضة على الموقع، واهتمامات البحث لدى المستهلكين، وطبيعة التوجهات الناشئة الجديدة.
أبرز نتائج الدراسة:
ففي حين تأثرت العديد من الدول والمؤسسات حول العالم بشدة جراء الأحداث الاستثنائية التي يمر بها العالم، يُظهر القطاع العقاري في دبي علامات واضحة على التعافي السريع عقب التراجع، بما يتضمن طلب كبير خلال النصف الثاني من العام على عقارات الفلل والتاونهاوس القائمة. وكان شهر نوفمبر الماضي هو الأعلى أداءً في عدد المعاملات العقارية التي شهدتها إمارة دبي خلال الشهور التسعة الأخيرة بتسجيله 3928 معاملة عقارية بقيمة 7.65 مليار درهم. فيما بلغ عدد المعاملات العقارية في دبي حتى اليوم 33537 معاملة، بقيمة إجمالية بلغت 69 مليار درهم.
طبقاً لـ”داتا فايندر”، منصة الرؤى والبيانات العقارية التابعة لمجموعة “بروبرتي فايندر”، كانت معاملات مبيعات العقارات القائمة خلال نوفمبر الفائت هي الأعلى خلال السنوات الست والشهور السبعة الأخيرة. وشهدت الفترة من سبتمبر حتى نوفمبر 2020 أعلى معدلات لمبيعات الفلل والتاونهاوس القائمة والجديدة على الإطلاق. وفيما يخص مبيعات الشقق، سجل نوفمبر 2020 أعلى معدلات مبيعات للوحدات القائمة والجديدة خلال 16 شهراً.
لاحظت “بروبرتي فايندر” توجهاً جديداً يخص الطلب على العقارات. وعلى الرغم من التشكك وعدم الاستقرار اللذين سادا خلال العام الجاري، شهد السوق العقاري في دبي ارتفاع في شهية ترقية المساكن – حيث تمحور الطلب على مساكن بمساحات أكبر، وبمواقع على أطراف المدينة، وحتى إن كان الانتقال يجري إلى مساكن بمساحات أصغر، فإنه يتجه إلى مواقع أفضل حيث يسعى العملاء إلى ترتيب حياتهم بشكل مختلف. وزادت معدلات البحث عن الفلل والتاونهاوس بنسبة 400% منذ بداية العام، بالمقارنة مع معدلات البحث عن الشقق، والتي شهدت تراجعاً. وبالنظر إلى الخيارات التي بات السوق العقاري في دبي يتيحها، صار المستهلكون يرغبون في الترقية إلى مواقع سكن أفضل مثل الينابيع، دبي مارينا، أبراج بحيرات جميرا، والمرابع العربية – ومع تزايد الطلب، انخفض عدد الوحدات المتاحة في تلك المناطق، وارتفعت تبعاً لذلك أسعار العقارات في هذه المواقع محققة التوازن بين العرض والطلب.
حلّق الطلب الكبير ومعدلات حركة الفلل/ التاونهاوس بالنمو عالياً في القطاع خلال النصف الثاني من العام. وكان أحد أسباب هذا النمو أن أولئك السكان القابعين بين جدران مساكنهم، وملتزمين بها، بدأوا يتأملون للحصول على وحدات عقارية ذات مساحات أكبر. وتحول ما كان مجرد شقف يحميهم إلى محطة لإنجاز أعمالهم، وممارسة نشاطهم الاجتماعي، ووقاعة لتعليم أبنائهم، فضلاً عن كونه المكان الذي يتناولون طعامهم ويسترخون فيه. ويتمتع الناس في الوقت الراهن بتصميم مساكنهم وترتيب المساحات التي يرتاحون فيها والتي يرغبون بقضاء المزيد من الوقت بها. وكان ثمة زيادة هائلة في أعداد الباحثين عن مساكن للانتقال إليها، وهو ما انعكس في قفزة كبيرة لعدد الزيارات الإلكترونية على “بروبرتي فايندر”، وهي القفزة الأكبر من نوعها في تاريخ الشركة، والتي واصلت تحطيم الأرقام القياسية لمعدلات الزيارات شهراً بعد الآخر.
حظيت وحدات الثلاث غرف نوم بالشعبية الأكبر من حيث معدلات البحث، بينما في فئة الشقق، تركز أغلب البحث والاستفسار حول وحدات غرفة النوم الواحدة، تليها وحدات الغرفتين، والثلاث غرف. وفي حين تحظى وحدات غرفة النوم الواحدة بالحصة الأكبر من معدلات البحث والمعاملات على الدوام، لاحظنا انخفاضاً في معدلات الاستفسار عن الوحدات الصغيرة في الفترة بين يناير ونوفمبر من العام الجاري، مع تزايد في الطلب على وحدات الثلاث والأربع غرف. وانخفضت معدلات البحث عن وحدات الاستديو والغرفة الواحدة بنسبة 4.6%، و4.7%، فيما ارتفعت المعدلات لوحدات الثلاث والأربع غرف ووحدات الأربع غرف فأكبر بنسبة 1.4%، و2.3% على التوالي.
تضمنت قائمة أبرز كلمات البحث خلال العام الجاري؛ “ترقية”، “مؤثث”، “بركة سباحة”، “خطط دفع”، و”إطلالة بحرية” – وهو ما يعكس توجه المستهلكين للبحث عن مساكن ذات عائد قيمة أعلى مقابل ما يدفعونه، على أن تكون هذه المساكن مشتملة على المزيد من المرافق والفخامة لإتاحة نمط عيش عال المستوى، وذلك بالنظر إلى أنهم يقضون المزيد من الوقت داخل منازلهم. وشهد النصف الثاني من العام انتشار كلمات بحث أخرى مثل “مبرد مجاني”، و”ترقية”، و”جديد”، وهو ما يعكس توجه المستهلكين للارتقاء بحلول السكن الخاصة بهم.
مع احتفاظ مناطق وسط المدينة بمكانتها كمواقع مفضلة لشراء واستئجار المساكن، شهد السوق العقاري ارتفاعاً كبيراً للطلب على الوحدات السكنية ذات المساحات الأكبر المتاخمة للمدينة. وبدأ المستهلكون في استكشاف مجتمعات جديدة بعيدة عن مركز المدينة، تمنح حلول سكن غير مسبوقة مع تجارب اجتماعية مختلفة. وعلى الرغم من أن مناطق مثل تلال الغاف، المحيصنة، بوابة الوصل، تاون سكوير، ميرا، روكان، ودبي هاربور لم تشهد زيادة في الطلب عليها طوال العام، إلا أنها حققت شعبية كبيرة انعكست على معدلات البحث عنها سواء في فئة الشقق أو الفلل/ التاونهاوس.
حافظت المناطق الرئيسية مثل دبي مارينا، داون تاون دبي، نخلة جميرا، جميرا فيلدج، سيركل، الخليج التجاري، أبراج بحيرات جميرا، وجميرا بيتش ريزيدنس، على مكانتها كمناطق مفضلة للشقق السكنية.
في فئة الفلل والتاونهاوس، كانت مناطق دبي هيلز ستيت، المرابع العربية، جزيرة النخلة، داماك هيلز (بما فيها أكويا باي داماك)، والينابيع، أكثر المناطق في دبي التي تمتعت بمعدلات بحث عالية.
فيما يخص معدلات الإتاحة، فقد تضاعفت خلال العام معدلات إتاحة الشقق في الجداف، جميرا هايتس، البراري، والكفاف، فيما تضاعفت خمس مرات معدلات الإتاحة في منطقة مُدن منذ يناير من العام الجاري. وزاد المعروض من الفلل والتاونهاوس في ند الشبا أربع مرات، متبوعاُ بمنطقة ميدان بنسبة زيادة 76%.
زادت معدلات الاستفسار في مناطق دبي مارينا، داون تاون دبي، وسيركل بجميرا فيلدج في فئة الشقق: وفي دبي هيلز ستيت، والمرابع العربية، والينابيع في فئة الفلل والتاونهاوس.