
أثارت شركة فيسبوك الكثير من المشاكل، أكثر من جوجل وآبل وغيرها، ولعل أبرز تلك المشاكل هي قضية “ملفات فيسبوك”. والتي تضمنت تسريبًا لآلاف الملفات الداخلية للشركة على يد مديرة مشاريع سابقة. ولعل مارك زوكربيرج هو الملام الأول.
وذلك لأن تلك المستندات قد كشفت عن الأثر السلبي لفيسبوك وإنستاجرام على المستخدمين، خصوصًا المراهقات، إلى جانب مساهمة تلك المنصات في انتشار خطاب الكراهية، المعلومات المضللة، وتسببها في مشاكل نفسية وعقلية لملايين المستخدمين.
مارك زوكربيرج أقوى من أن يتم استبداله
صرح مارك زوكربيرج في اجتماع توزيع الأرباح الأخير بأن الملفات المسربة قد تم انتزاعها من سياقها واستخدامها بشكل مدبر للتسبب في ضرر للشركة، ولرسم صورة سلبية لها.
ولكن ومن ناحية أخرى فإن مارك زوكربيرج يظل غير قابل للاستبدال، حتى بالرغم من أنه لا يمتلك نصف الشركة، وفي هذه الحالة يمكن لحملة الأسهم التصويت لعزله من منصبه. إلا أن الأسهم التي يمتلكها زوكربيرج تتميز عن الأسهم التقليدية التي يمتلكها المساهمون.
وهذا يعني أنه ولو اتفق كافة المساهمين ضد مارك زوكربيرج وصوتوا ضده فإنهم لن يكونوا قادرين على عزله أو استبداله. وحسب وصف أحد موظفي الشركة السابقين فإن: “مارك زوكربيرج هو ملك، وليس مجرد مدير تنفيذي
ومن ناحية أخرى فإن فرانسيس هاوجن، مسربة ملفات فيسبوك، قد صرحت بأن: “زوكربيرج بالغ القوة، وموقعه الحالي يسمح له بالتحكم فيما يصل إلى 3 مليارات مستخدم لخدمات فيسبوك، وإنستاجرام، وواتساب”.
وبالعودة للحديث عن حملة الأسهم فإنهم قد أن تصرفات فيسبوك سيئة بالفعل، إلا أنهم على الأغلب لن يتحركوا لتغيير الوضع، وذلك نظرًا لأن فيسبوك قد زاد من ثروتهم بشكل كبير. حيث إن قيمة الأسهم قد نمت بنسبة 75% منذ أكتوبر 2019.
وبطبيعة الحال فإن صناع القوانين حول العالم، وخصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية، يتخذون خطواتهم القانونية ضد فيسبوك وزوكربيرج. إلا أن لا فائدة قد ظهرت من ذلك حتى وقتنا الحالي.
وفي خضم ذلك كله، أعلن زوكربيرج عن إنشاء شركة ميتا الأم لتضم فيسبوك أسفلها، إلى جانب جميع خدمات ومنتجات الشركة الأخرى، معلنًا بذلك بداية عصر ميتافيرس