أنعام كجه جى روائية وكاتبة وصحافية عراقية تعيش في القارة العجوز، ويأتي إلهام كتابتها من بغداد العريقة، فمهما اختلفت الأماكن وتنوعت الشخصيات يبقى خيط واحد يربط الجميع وهو الوطن، وأهم الأسباب التي دفعتها للكتابة الروائية هي هموم هذا البلد الأصيل التي تحملها في أعماقها وهي تراه مازال يصارع لكي يحيا، فكلما نُشرت لها رواية جديدة تحمل معها ضجه في عالم المثقفين ومن أشهرهم رواية “نبيذه” التي تعد ملحمة تمتد أحداثها على مدي ثمانون عاماً.
ووصفت في حوارها مع “كل العرب” أن الرواية في حياتها جاءت متأخرها حيث أن البداية كانت مع الصحافة التي شذّبت لغتي وعززت من فصاحتها، وتبدأ الرواية في خاطرها كفكرة تأتى أولاً، ثم تسترسب الشخصيات واحداً تلو الآخر، ويستهويها الواقع أكثر من الخيال، لأنها تروي عن أماكن حقيقة تستمدها مما يجرى في العراق وقناته البعيدة، فهي مهمومة بالوقائع والاحداث على ضفاف نهرى دجلة والفرات، فهو وطنها الذي تجيد الحديث عنه مهما قذفت بها الاقدار، وهى تكتب لكى تحكى مثل غيرها من أدباء العالم الذين يكتبون افضل ما يكتبون عن أوطانهم، وتساءلت من يكتب عن الانسان العراقي اذا لم اكتب انا وزملائي القلائل؟”
عن كتاباتها قالت” هناك من يصنف رواياتي على أنها فقط تاريخية، ولكنى لا أحكى عن الماضي البعيد، وليس كل ما أكتب هو حديث عن الماضي أو يعد حنيناً، فعندما يتذكر الانسان فترة طفولته أو كيف انتقل من بلد الولادة التي عاش فيه، يريد أن يتحدث عن ذكرياته، وكذلك يحكى عن الحاضر واندماجه في العمل والحياة والأسرة لكى يستطيع أن يتقدم نحو المستقبل، ويبقى الوطن في مكان خاص جدا من القلب والذاكرة، فالعراق فهو جذر لغتي وأدبي.
أردفت: “الماضي القريب يهمله التاريخ ولا يدون فقط سوا المعارك والحروب والرؤساء، ونفتقد تاريخ البشر فى الحقب الزمنية فأين ما يحدث بداخل البيوت، وحياة الناس وهذا واجب الروائي، ويمكن أن تحكى الرواية عن 20 أو 30 أو 100 سنة ماضية ولكنها فى هذه الحالة لا تصنف كرواية تاريخية، ولكنها تعتبر رواية مكمله لنهاية الأحداث، وأنا أكتب ظلال ما يتساقط من جيوب التاريخ”.
واردفت “الروائي لديه مجال للخيال وليس مطالباً بتدوين التاريخ ولا ملتزما بالحقائق التاريخية وتوالى السنوات والوقائع كما حدثت بالضبط، وله الحرية الكاملة فى ان يقيم حرباً او يعقد صلحاً لم يحدث”.
وفى الختام أكدت على أن الرواية العربية الحديثة تغيرت من ناحية اللغة فلم تعد البلاغة الصادقة شرطاً في الكتابات الجديدة، وطرحت عنها الكثير من الاحمال والاثقال والبدائع والمنسقات، ومن خلال قراءاتي للأقلام الروائية الشابة، أجد رواياتهم تستمد بلاغتها من حداثتها فهي لغة شباب طازجة.