حوار:راندا جرجس
جوخة الحارثي أكاديمية وكاتبة عمانية، نشأت في عائلة أدبية، ويحتوي منزلهم على مكتبة مليئة بكتب التراث العربي في كافة المجالات، فكان جدها شاعراً كلاسيكياً، وعشقت القراءة والشعر من خلال ما كانت تقرأه لها والدتها، كتبت العديد من الأعمال المتميزة التي ترجم البعض منها إلى عدة لغات مختلفة مثل الصربية والكورية والإيطالية والإنجليزية والألمانية، وصدر لها كتب أكاديمية، وثلاث مجموعات قصصيّة للأطفال تحت عنوان “صبيّ على السطح”عام 2007، و”منامات” ورواية “نارنجة- البرتقال المر” في 2016 وفازت بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والكتاب، وفى 2019 حصدت جائزة مان بوكر العالمية التي تعد من اهم الجوائز العالمية العريقة في العالم، عن روايتها “سيدات القمر” وهى أول شخص عربي يفوز بهذه الجائزة القيمة، وأسمها في الترجمة “الأجرام السماوية”.
استهلت الحارثى حديثها عن روايتها الحائزة على جائزة البوكر “سيدات القمر” وقالت: لم اكن أتوقع الجائزة ولكنى كنت اشعر اننى اكتب عملاً فارقاً ومتميز، حيث اننى حرصت على أن أغوص فى التطور التاريخى والمجتمعى والتغيرات العديدة التى حدثت فى المجتمع العمانى فى فترة أقل من قرن، من خلال ثلاثة أجيال مختلفة، واخترت أن تكون بطلات روايتى الرئيسيات فيها من ثلاثة نساء وعائلاتهن وصراعاتهنّ مع الحبّ والعاطفة والهجرة ومشاعر الفقد، ممن ترافقت حياتهم مع مرحلة مهمة من مراحل سلطنة عُمان، وقال عنها الناشر “هذه الرواية تتناول تحوّلات الماضي والحاضر وتجمع بلغة رشيقة بين مآسي بشر ينقصهم شيء، ومآسي آخرين ينقصهم كلّ شيء”.
وانتقلت الكاتبة للحديث عن أهمية الترجمة وقالت” أن ترجمة الكتب العربية للغات الأخرى المتعددة من الخطوات الهامة التى تصل الكتابة الابداعية العربية للعالم، خاصة أن الأدب هو اللغة الإنسانية التى تربط بين الشعوب وبعضها، وتعد جسر التواصل بين الثقافات والتاريخ، وعلى المستوي الشخصى لعبت الترجمة دوراً هاماً فى نيل روايتى “سيدة القمر” جائزة البوكر العالمية”.
واختتمت الحارثى حديثها لكل العرب قائلة “إن إمارة الشارقة أصبحت مدينة ثقافية بامتياز، ويعد معرض الشارقة للكتاب من المعارض المهمة عالمياً وليست فقط في المنطقة العربية، وأحرص سنوياً على زيارته انا وعائلتي حيث يقتنى أولادى العديد من الكتب لقراءتها على مدار العام، وعلى الرغم من اختراق التكنولوجيا حياتنا، إلا أننى متفائلة وأشعر أن محبى وعاشقى الكتاب الورقي سيظلوا أوفياء له، مهما كانت المنافسة قوية مع أساليب الميديا الحديثة، وأمكث على كتابة رواية ستخرج قريباً للنور”.