العويس: بيت الشعر واحة شعراء موريتانيا
ولد داهي: نثمن عاليا دعم الشارقة الثقافي
شهدت العاصمة الموريتانية انطلاق الدورة السابعة منمهرجان نواكشوط للشعر العربي، تحت رعاية صاحبالسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضوالمجلس للاتحاد حاكم الشارقة، وتتواصل فعالياتها علىمدى ثلاثة أيام بمشاركة شعراء من موريتانيا والسنغالومالي وغامبيا والوطن العربي.
حضر حفل الافتتاح سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرةالثقافة في الشارقة، ومعالي المختار ولد داهي، وزير الثقافةوالشباب والعلاقات مع البرلمان الموريتانية، وسعادة حسن الشميلي القائم بأعمال سفارة الإمارات لدى موريتانيا،والاستاذ محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤونالثقافية في الدائرة، ود. عبد الله السيد، مدير بيت شعرنواكشوط، وعدد كبير من الشعراء والمثقفين الموريتانيينوالعرب، وأدباء من دول مجاورة لموريتانيا.
وانطلقت فعاليات الدورة السابعة في قصر المؤتمرات فينواكشوط بوقفة موسيقية مع فِرق فلكلورية موريتانية، قبل أنيُعرض شريط وثائقي استعرض نشاطات بيت الشعر خلالالعام 2021، فيما تم تكريم 3 شعراء موريتانيين، وهم: الشيخ نوح، وعبد الله السالم المعلّى، وممود بلبلاه.
وألقى عبد الله العويس كلمةً أكّد فيها أن المهرجان أصبحبمثابة واحة للشعراء، وقال: “لقاء جديد يعقده الشعر معمحبيه ورواد مجلسه، تحفه السعادة والابتهاج بتجدد هذااللقاء الذي حافظ على موعده من كل عام، وها هو يعقداجتماعه في عامه السابع، من خلال “مهرجان نواكشوطللشعر العربي“؛ حيث يأتي متوجا لجهود بيت الشعر الذيانتظمت أنشطته وأمسياته الشعريه ولقاءاته الأدبيه خلالالعام، حتى أصبح بمثابة واحة للشعراء في موريتانيا،ووصل صداه إلى الدول المجاورة، مواصلا إشعاعه الثقافي؛متمثلا في العدد الكبير من الشعراء الذين أثروا البيتبالشعر والإبداع والخيال والجمال”.
وأضاف رئيس دائرة الثقافة في الشارقة أن المهرجاناستمرار لمسيرة أدبية نبيلة، قائلاً: “بهذا البهاء والعطاء،يؤكد المهرجان استمرار مسيرته الأدبية النبيلة، مجدداً دعوتهللشعراء للمساهمة في إحياء أمسياته الشعرية، ولقاءاتهالأدبية المتنوعه، مكملا الأدوار التي تقوم بها بيوت الشعرفي الوطن العربي، في ظل تعاون بناء مع وزارة الثقافةوالشباب والعلاقات مع البرلمان”.
وأعرب العويس عن سعادته بالتجاوب الدائم لمبادراتالشارقة الثقافية، كما نقل تحيات صاحب السمو حاكمالشارقة، وقال: “يسعدنا في هذا اللقاء، أن نتقدم إليهابجزيل الشكر والتقدير، على ما نلقاه من تجاوب دائمللمبادرات الثقافية. وأتشرف في هذه المناسبة أن أنقل إليكمتحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمدالقاسمي عضو المجلسِ الأعلى للاتحاد حاكمِ الشارقة،وتمنياتِه لكم بالتوفيق”.
ورحّب معالي المختار ولد داهي بالحضور، وقال إننواكشوط تتنفس شعرا بعد تنظيم المهرجان للمرة السابعة،وتُسْرَجُ خيول الكلمة إلى وادي عبقر، لتسترجع الصحراءقرونا من الإيحاء والاستعارة، مضيفا “وللمرة السابعة تزهونواكشوط وهي تلبس جبة المتنبي، وعمامة ولد رازكه“.
وتابع ولد داهي: “إن مكانتنا الثقافية التاريخية، وتغيروتطور الأنماط الثقافية، يمليان علينا وضع عديد الأرجلوالأيدي –وبصورة محترفة وجادة– في كل المجالات الثقافيةالأخرى، وتجاربنا مع المعرفة والثقافة تقولان إننا كما تميزنا–في السابق– في الشعر والنحو واللغة.. سنتميز في بقيةالأنساق الثقافية”.
وأشار وزير الثقافة والشباب والعلاقات مع البرلمان إلى أنبيت الشعر في نواكشوط هو أحد تجليات وإشراقاتالتعاون الثقافي بين موريتانيا ودولة الإمارات العربيةالمتحدة ضمن مسارات تعاون عديدة تجمع البلدينالشقيقين، موضحاً “نحن بموريتانيا لها مقدرون و بهافخورون ، بيتُ الشعر عنوانُ تعاون يشكل امتدادا لسفاراتثقافية ناجحة اضطلعتْ بها أجيال من العلماء والقضاةوالشعراء و الإعلاميين الشناقطة في بلدهم الثاني الإمارات؛حيث وجدوا الدفء والتقدير والمحبة الصادقة، فشكلوا امتدادا للصورة الثقافية التي عُرفت بها هذه البلاد عبرتاريخها”.
وأضاف، قائلا: “اليوم ونحن نحضر معا النسخة السابعةمن هذا المهرجان، نثمن عاليا جهود الأشقاء في إمارةالشارقة وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكمالشارقة، وكذلك جهود دائرة الثقافة في الشارقة في دعمالجهود الثقافية، وذلك من خلال إنشاء وتمويل بيوت الشعرفي عدة دول من الوطن العربي ومنها بلادنا”.
وأردف ولد داهي:” يسعى القطاع المكلف بالثقافة إلىتنشيط المشهد الثقافي بالبلد عبر عديد البرامج و الآليات،والتعويل كبير على الاتحادين الأدبيين اللذين تم تجديدُالهيئات المشرفة عليهما مؤخرا (اتحاد الكتاب والأدباءالموريتانيين، واتحاد الأدب اللَّهَجي) وعلى كافة المنابرالثقافية والأدبية والتى من أكثرها نشاطا بيت الشعر الذىينظم لقاءنا هذا فله وافر الشكر و العرفان“.
وقال إنه يثق فى نجاح هذه النسخة من مهرجان الشعركسابقاتها، مجددا الترحيب بضيوف بيت الشعر ومهرجانالشعر ضيوف موريتانيا.
وألقى مدير بيت شعر نواكشوط د. عبد الله السيد كلمة قالفيها:” ضمن فهم خلافة الإنسان في الأرض هذه جاءتمكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمدالقاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرامية إلىتأسيس بيوت للشعر العربي خدمة لهذا الفن الرفيع، ودعماللمشتغلين به وبلغته التي رفعها الله تعالى وشرفها حينجعلها لغة دينه؛ لذلك كانت الأعمال الشعرية، والتكريمات،والجوائز والنشاطات الأسبوعية خلال السنوات السبعالماضية في جميع بيوت الشعر العربي، ومنها بيتنواكشوط، استعادة لأمل النهوض بهذا الفن، ومعانقةلصدى المحبة والأخوة بين أبناء الضاد، ومقاومة لتصدعالقيم، وتوجيها للشباب بولوج عوالم الخلق والإبداع”.
وعبر السيد عن شكره قائلا: “فمن هذا المنبر، وباسم أربابالكلمة وسدنة اللغة في هذه الربوع من الوطن العربي نتقدمإلى سموّه بأسمى آيات الشكر والتقدير والاعترافبالجميل؛ راجين من المولى عز وجل أن يطيل في عمره، وأنيجازيه عن هذه الأمة أحسن الجزاء”.
وتابع مدير بيت شعر نواكشوط: “لقد وجدت مبادرة صاحبالسمو هذه الترحيب والاحتضان اللائقين بها في موريتانياأرض الشعر واللغة؛ فكان احتضان السلطات لها كبيرا،وترحيب الجمهور بها مؤذنا بتفتق المواهب الكثيرة إلى جانبتلك التي كانت معروفة، وظل إشعاعها منيرا متوقدا منذانطلاقتها في الثالث من سبتمبر سنة 2015 حتى يومناهذا ولله الحمد، وما كان لها فعلا أن تنجح لولا الدعموالتقدير اللذان تلقيناهما ونتلقاهما من سلطات بلدنا دوناستثناء؛ وهو ما يجعلنا نتقدم لهذه السلطات وعلى رأسهافخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بجزيل الشكروالتقدير“.
وأضاف د. عبد الله السيد :”يحضر معنا كل سنة جنود لايريدون الشكر ولا الجزاء إلا من العزيز الجليل، جنود نذرواأنفسهم لخدمة هذه المبادرة متحملين عناء السفر، مواكبينتنفيذ الخطط والبرامج، مذللين العقبات، موفرين كل ماتحتاجه هذه المبادرة الكريمة من أجل تحقيق أهدافهاالنبيلة، إنهم جنود دائرة الثقافة بحكومة الشارقة فلرئيسهاسعادة عبد الله محمد سالم لعويس كل الشكر والتقدير لهولوفده الرفيع الأستاذ محمد القصير مدير الشؤون الثقافية،والشاعر محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر بالشارقةوالأخ عمران السويدي“.
وتابع مدير بيت الشعر في نواكشوط: “تتميز هذه النسخة بتكريم ثلاثة من مبدعينا أسهموا، ويسهمون، في إثراء الشعر العربي، وتتميز كذلك بصدور دواوين: (مسافر في اقتباس الضوء) للشاعر حمن يوسف، و(التفاحة الزرقاء) للشاعر صلاح الدين الخو، (وما لم يقله ناي) للشاعر العباس محمد أحمد، (تراتيل النبض) للشاعر محمد محمود الساسي، (وشذى الأسماء) للشاعر المختار أحمدو.
قراءات شعرية
ألقى المكرمون الثلاثة مقاطع متنوعة الأغراضالشعرية، وقرأ الشيخ نوح من قصيدة تكشّفت فيهاأوجاع قديمة، يقول:
من أجل أن تتفهميني شاعرا ها قد لبستُ الماءكالجلبابِ
وخلعتُ فيه ملامحي شفافة ومنحتُه العطشى بغيرحسابِ
أنا ذلك الوجع القديم إذا بدا تتقمص النايات لحنَربابي
ما المستحيل سوى دمي فأنا الذي وقّعتُ صلح الناروالأعشاب.
وأطلَّ عبد الله السالم المعلّى من شباك الرعاة، ورسمصورته بالكلمة، فهو “في الحدائق الخضر طورا،وفي أعين الجداول حلم“، يقول:
هذه صورتي و تلك ظلالــــــي مــن شبــاك الـرعاةفوق التــلالِ
ها أنا في الحدائق الخضر طورا أتلقـــــــــى النسيمبالآصـــــــالِ
ثم بين الرفـــوف ألقـــــاك بحثا عن كتاب أو دفتر أومقـــــــــــالِ
أنــــا في أعين الجــــداول حلمٌ لاح في الأفقنــوره المتلالـــــي
ها أنا بين يديك فلتسألينـــــي مـــــا تشــائين إننيلا أبالــــي.
ورحّب ممود بلبلاه بالحضور على طريقته، يقول:
بلـى أنـا مـرتـاح لأوطـان جيرتي وحي فـنحن الآنبين المواطنِ
وهـذي مـن أعـلام الأحبـة آيـة تحـرك مـن حبـي لـهـاكـل سـاكنِ
معاهد طـاب الأنس في جنباتها بضاحية الأحيـاء بينالبسـاتنِ
ألا حبـذا تلـك الربـوع وأهلهـا ومـن عمروهـا مـنمقيم وظاعنِ.
المكرمون في سطور
الشاعر ممود بلبلاه عمل مدرساً في المدارس الابتدائية، كما يدرَس القرآن والفقه والعلوم الشرعية والنحو وعلوم اللغة، وهو عضو المجلس الأعلى لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيون، له أعمال شعرية ولغوية عديدة منها ” سنابل المحبة “.
الشاعر عبدالله السالم شخصية ثقافية ، حاصل على شهادة من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، يعمل أستاذاً للغة العربية والتربية الإسلامية، اشتغل في الإفتاء والبحوث في دولة الإمارات قبل أن يتم اختياره مستشاراً ثقافياً في سفارة موريتانيا في أبو ظبي، ثم وزيراً للثقافة، ورئيساً لاتحاد الأدباء والكتَاب الموريتانيين، له مؤلفات ودراسات وكتب منشورة ومخطوطة في الشعر والنثر والفقه.
الشيخ نوح شاعر وروائي وصحفي ومترجم، اشتغل في التعليم والصحافة، من مؤلفاته: “أرغفة السماء”، “عراجيل القلق الأولى”، “جميلات حتى في المرايا”. بدأ كتاباته الشعرية في مطلع الألفية، وتحوَل في الفترة الأخيرة إلى المزج بين الكتابة الشعرية والكتابة الروائية.