كما تساءل الرئيس الأوكراني، خلال كلمة في وقت سابق، قائلا: “مَن مستعد لضمان عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي؟ مجيبا “الجميع خائفون”، وذلك في وقت أشار فيه حلف الناتو إلى أنه لن يرسل قوات لدعم أوكرانيا.

ولغة النقد واللوم للغرب باتت سائدة في أوكرانيا حيث اعتبر زيلينسكي أن العقوبات المفروضة على روسيا “غير كافية”.

ومنذ بداية الأزمة بين أوكرانيا وروسيا، دعمت الدول الغربية كييف، لكنها أعلنت أنها لن ترسل قوات لمواجهة الجيش الروسي وأنها ستتصدى لتحرك موسكو عبر حزمة عقوبات غير مسبوقة.

إلغاء متابعة جميع زعماء العالم

وعلى إثر الغضب من الغرب وإلقاء اللوم، ألغى الرئيس الأوكراني متابعة حسابات كل رؤساء وقادة العالم عبر “تويتر“؛ في إشارة لمواجهته غزو روسيا بشكل وحيد، حسب تقارير محلية في أوكرانيا.

وظهر حساب رئيس أوكرانيا بـ”صفر” متابعات، حيث ألغى زيلينسكي متابعة حسابات كل رؤساء العالم، حسبما أظهرت بيانات الحساب.

واعتبر محللون أن الخطوة رسالة من الرئيس الأوكراني بأنه لم يشعر بالدعم المنشود من قِبل حلفائه الغربيين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وأنّه يواجه الغزو الروسي بمفرده.

ويقول الجنرال المتقاعد هربرت ماكمستر، المستشار السابق للأمن القومي الأميركي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، إنه: “كانت هناك حالة من النرجسية الاستراتيجية لدى الغرب، والفشل في تقدير العاطفة والأيديولوجية والطموح الذي يدفع بوتن والأجهزة الأمنية المحيطة به”.

ويضيف أن هجوم بوتن الشامل على أوكرانيا وضع الغرب في موقفٍ ضعيف للغاية، حيث يسعى إلى إيجاد سبل لردع عدوان الكرملين والتأثير على زعيم روسي أبدى صراحة ازدراءه للغرب وأثار الشكوك بشأن استعداده لاتخاذ إجراءات حاسمة، حسبما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

وأردف: “أوكرانيا تتحمل الآن تكاليف فشل الغرب في ردع روسيا، والتي ظلت على مدى 14 عاما في حالة معاناة استراتيجية كي تحصل على عضوية الناتو”.

الاكتفاء بالأسلحة

واكتفت الدول الغربية بعد أن استفزت روسيا لخوض حربها ضد أوكرانيا في الوقت الذي تخلت فيه عن الأخيرة، بدعم كييف بالسلاح.

وفي بيان، أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة اتفاقهما مع 25 دولة على تزويد أوكرانيا بمزيد من السلاح في إطار القتال الدائر مع روسيا.

ووافقت الحكومة التشيكية على إرسال أسلحة وذخيرة بقيمة 188 مليون كرونة (8.57 مليون دولار) لمساعدة أوكرانيا.

والشحنة تشمل أسلحة آلية وبنادق هجومية وأسلحة خفيفة أخرى، سيتم تسليمها من الجانب التشيكي إلى موقع تختاره أوكرانيا.

وفي الولايات المتحدة، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن مذكرة تقضي بتقديم 600 مليون دولار مساعدات عسكرية فورية لأوكرانيا، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية.

وتعهد بايدن مجددا بدعم واشنطن للرئيس الأوكراني في الوقت الذي تواصل فيه روسيا هجومها على أوكرانيا.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فأعلن تقديم معدات دفاعية لأوكرانيا، إلى جانب مساعدات إضافية بمقدار 300 مليون يورو.

بينما هولندا فستُسلِّم أوكرانيا 200 صاروخ “ستينجر” للدفاع الجوي، وخمسين سلاحا مضادا للدبابات من طراز بانزرفوست-3 و400 صاروخ.

أما ألمانيا، فستُرسل 400 قاذف “آر بي جي” وبألف صاروخ مضاد للدبابات و500 صاروخ ستينجر أرض جو.

السبب رفض الناتو 

ومُعلّقًا، يقول نبيل رشوان، المختص في الشأن الروسي، إن حلف الناتو يتوسّع على حساب القوى، وروسيا من حقها الدفاع عن نفسها.

ويضيف، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن أوكرانيا وحلف الناتو رفضا طلبات بوتن، لذا قام بالعمل العسكري في أوكرانيا.

وتابع أنه لن يكون هناك تدخل عسكري من الغرب ضد روسيا، وهذا مستبعد جدا، وأي عمل عسكري قد يشعل حربا عالميه ثالثة العالم في غنى عنها.

ويردف: “كما أن أوروبا ليست مستعدة للتدخل العسكري، فهي قارة مزدحمة بالدول، وأي ضربة صاروخية قد تصيب إحدى دولها”.

سلاح العقوبات بديل الحرب

كما اكتفت الدول الغربية بفرض حزمة عقوبات مؤلمة على روسيا تمهد لتوجيه ضربة قوية للاقتصاد الروسي، بديلًا عن التدخل العسكري.

وأعلنت واشنطن فرض عقوبات على مجموعة من المؤسسات الروسية، وأمرت جميع البنوك الأمريكية بإغلاق أي حسابات لها لدى هذه الكيانات في غضون شهر.

كما أخضعت أكبر 10 مؤسسات مالية روسية للعقوبات، ونحو 90 مؤسسة تابعة لها، إلى جانب بعض الشركات الحيوية للعقوبات.

وقالت واشنطن إنّ عقوباتها تستهدف نحو 80 بالمئة من جميع الأصول المصرفية في روسيا، وسيكون لها تأثير عميق وطويل الأمد على الاقتصاد والنظام المالي الروسي.

كما أعلنت فرض عقوبات على عددٍ من المسؤولين الروسي على رأسهم الرئيس فلاديمير بوتن، ووزير خارجيته سيرغي لافروف، ووزير دفاعه سيرغي شويجو ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف.

وعاقبت واشنطن 24 شخصا وكيانا في دولة بيلاروسيا بسبب دعمهم لهجوم موسكو.

ووافق قادة الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على قطاعات الخدمات المالية والطاقة والنقل في روسيا وفرض قيودٍ على الصادرات، بالإضافة إلى إدراج المزيد من الروس على قوائم سوداء.

وحسب بيان “تشمل هذه العقوبات القطاع المالي وقطاعي الطاقة والنقل والسلع ذات الاستخدام الثنائي في المجالات المدنية والعسكرية، وضوابط تخص التصدير وتمويل الصادرات وسياسة التأشيرات والقوائم الإضافية للأفراد الروس ومعايير الإدراجات الجديدة”.

كما فرضت دول اليابان وكندا وغيرهما حزمة عقوبات على روسيا جرّاء غزوها لأوكرانيا.

“تُركنا كأضاحٍ نُذبح”

وفي سياق انتقاد الغرب وموقفه من الحرب على أوكرانيا، وجّه سفير أوكرانيا لدى ألمانيا أندريه ميلنيك، انتقادات حادة إلى برلين، متهما إياها بـ”البرود واللامبالاة” عقب هجوم روسيا على بلاده.

ويقول ميلنيك: “كل طلبٍ لمساعدتنا الآن تم رفضه بكل بساطة، هذا محزن للغاية، لا أستطيع أن أفهم: كيف يمكنك أن تظل قاسي القلب وعنيدًا”.

وأضاف ميلنيك، حسب التلفزيون الألماني، أن “هذه السياسة، وهذا التردد، تركنا كأضاحٍ نُذبح”.

وبعد توقف مؤقت الجمعة، إثر مفاوضات، أعلنت الدفاع الروسية السبت، صدور أوامر لجميع الوحدات الروسية في أوكرانيا، باستئناف هجومها من جميع الاتجاهات.

وقالت الوزارة في تكرار لتعليقات مماثلة من الكرملين، إن التوقف الجمعة، جاء توقعًا لإجراء محادثات بين موسكو وكييف، لكن الهجوم استؤنف بعد أن رفضت أوكرانيا التفاوض.

أما أوكرانيا، فأعلنت على لسان أوليسكي أريستوفيتش المستشار بالرئاسة الأوكرانية، مقتل وإصابة نحو 3500 جندي روسي في الهجوم على البلاد.

المصدر