اختتمت اليوم قمة القادة الدينيين العالمية التي أقيمت ضمن الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP29) في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في باكو. وجاء هذا الحدث الهام بمبادرة ودعم من فخامة الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان.
بناءً على نجاح القمة السابقة التي عُقدت في أبوظبي العام الماضي، انعقدت قمة هذا العام تحت شعار “الأديان العالمية من أجل كوكب أخضر”، ونُظمت من قبل وزارة البيئة والموارد الطبيعية في جمهورية أذربيجان، ولجنة الدولة المعنية بالشؤون الدينية، ومجلس حكماء المسلمين، وإدارة مسلمي القوقاز، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP
شهدت القمة التي استمرت لمدة يومين وانطلقت في الخامس من نوفمبر، مشاركة نحو 300 من القادة البارزين من مختلف الأديان، بما في ذلك رؤساء مؤسسات دينية بارزة مثل البطاركة، ومسؤولين من الفاتيكان والأزهر، وأشخاص مرموقين من خلفيات وأديان متنوعة. كما شارك مندوبون من 55 دولة و30 منظمة دولية، بما في ذلك ممثلون عن حكومات أجنبية ومسؤولون رفيعو المستوى من الأمم المتحدة ورؤساء منظمات دولية وعلماء في هذا الحوار الهام. ومن بين الحضور كان هناك وفد من المجتمع المسلم الداوودي البهرة، برئاسة كنانة جمال الدين، الذي حضر بصفته ممثلًا عن سلطان البهرة، السيد مفضل سيف الدين، زعيم هذا المجتمع البالغ تعداده الملايين، والذي تلقى دعوة خاصة من منظمي قمة COP29 لحضور هذا الحدث.
في كلمته، بعد أن شكر الرئيس علييف والمنظمين، استخدم جمال الدين المفهوم القرآني “يمشون على الأرض هونًا” كرمز للتعايش المتناغم مع الطبيعة. واستشهد بتعاليم النبي محمد ﷺ القائلة: “الخلق كلهم عيال الله، فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.” وبناءً على هذا المبدأ وتعاليم السيد سيف الدين حول واجبنا تجاه الأرض باعتبارها بيت الإنسانية العزيز، أكد أن أعمالنا المشتركة اليوم تخلق تأثيرات تصل للأجيال القادمة، وأنه عندما تعمل المجتمعات المختلفة معًا، يمكنها أن تصبح قوة قوية للتغيير البيئي.
خلال يومي القمة، تناولت النقاشات عدة قضايا حيوية، بما في ذلك المنظور الديني حول أزمة المناخ، ودور المنظمات الدينية والإيمانية في حماية البيئة، وبناء الثقة من خلال الحوار بين الأديان والحضارات. كما ناقشت القمة التأثيرات السلبية للإرهاب وعدم التسامح الديني والعرقي والحروب على البيئة، والتعايش السلمي، والنظم البيئية الطبيعية.
في الحوارات التي جرت خلال القمة، تبادل المندوبون رؤى من مبادراتهم البيئية. وناقش ممثلو البهرة أنشطة مجتمعهم ضمن مشروع “النهضة”، الذي يتضمن زراعة الأشجار، والحفاظ على المياه، وإدارة نفايات الطعام والبلاستيك، كما استمعوا إلى تجارب المجموعات الدينية الأخرى في ابتكار أماكن عبادة مستدامة وتوعية الشباب بالبيئة. وقد أظهرت هذه التبادلات كيف تتكيف المجتمعات الدينية المختلفة مع الممارسات التقليدية لمواجهة التحديات البيئية الحديثة، مما يعزز الفهم الجماعي للقيادة البيئية القائمة على الإيمان.
واختتمت القمة بتبني إعلان باكو ودعوة القادة الدينيين للمجتمع العالمي لاتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة أزمة المناخ وحماية الكوكب.