الضغوطات والصحة النفسية
بداية تشير الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بوطيان إلى أننا نتعرّض لمجموعة من الضغوطات التي يمكن أن تؤثر على صحتنا النفسية بطرق مختلفة.
في العمل، قد تتضمّن الضغوطات مواعيد تسليم مشاريع، ضغوطات مالية، تنافس مهني، وصعوبات في التواصل مع الزملاء أو الرؤساء. هذه الضغوطات يمكن أن تؤدي إلى شعور بالتوتر والقلق، وزيادة مستويات الإجهاد، وحتى إلى انخفاض الرضا الوظيفي.
أما في البيت، فقد تتضمّن الضغوطات مسؤوليات الأسرة، مثل رعاية الأطفال أو المسنين، وإدارة المهام المنزلية، والتواصل العائلي، والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. إن جميع هذه الضغوطات يمكن أن تؤدي إلى شعور بالإرهاق والإحباط، وضعف العلاقات العائلية، وتدهور الصحة النفسية.
بشكل عام، يؤثر التعرّض المستمر للضغوطات في العمل والبيت على حالتنا النفسية من خلال زيادة مستويات الإجهاد والتوتر، والتأثير على الصحة العقلية والعاطفية. لذلك، من الضروري تطوير استراتيجيات تحديد وإدارة هذه الضغوطات بشكل فعّال للحفاظ على صحتنا النفسية والعاطفية.
استراتيجيات فعّالة تساعد في إدارة الضغوطات
- التنفس العميق: عندما تشعرين بالضغط والتوتر، جرّبي ممارسة التنفس العميق. خذي نفساً عميقاً من الأنف لمدة أربع ثوانٍ، واحتفظي بالهواء في رئتيكِ لمدة سبعة ثوانٍ، ثم أطلقي النفس ببطء لمدة ثماني ثوانٍ.
- حدّدي الأهداف والأولويات الخاصة بكِ بشكل واضح: قومي بتقسيم المهام إلى مهام قابلة للإنجاز والمهام الضرورية، وقومي بإكمالها بترتيب أولوياتها. هذا يمكن أن يساعد في التركيز على المهام الهامّة وتجنّب الشعور بالضغط الناجم عن عدم القدرة على الإنجاز.
- ممارسة التمارين الرياضية: قومي بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، سواء المشي أو ركوب الدراجة أو حتى ممارسة تمارين اليوغا. تساعد التمارين الرياضية في تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.
- التحدّث مع شخص موثوق به: لا تتردّدي في مشاركة مشاعركِ وأفكاركِ مع شخص موثوق به مثل صديق أو أحد أفراد العائلة أو حتى مستشار نفسي. قد يكون لديهم نصائح قيّمة أو فهم أفضل للمشكلة التي تواجهينها ولردود أفعالك تجاهها.
- العناية بالنفس: لا تنسي أن تهتمي بنفسكِ. قومي بتخصيص بعض الوقت للقيام بالأنشطة التي تستمتعين بها، سواء كانت قراءة كتاب، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو حتى تناول وجبة شهية. هذا يمكن أن يساعد في إعادة تعبئة طاقتكِ وتجديد نفسيتك.
- البحث عن المساعدة الاحترافية: إذا كانت الضغوطات تؤثر سلباً على حياتكِ بشكل كبير، فلا تتردّدي في طلب المساعدة من محترفي الصحة النفسية مثل الطبيب النفسي أو المعالج النفسي.
- التوجيه الذاتي: قومي بممارسة التوجيه الذاتي، وهو عملية توجيه أفكاركِ وتصوراتكِ بطريقة إيجابية. حاولي استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية، وذكّري نفسكِ بأنك قادرة على التغلب على التحديات.
طرق للتعامل مع ضغوطات الحياة
تتابع الإختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان، معددة بعض الطرق التي تساهم في إدارة ضغوطات الحياة اليومية المختلفة:
- التأمل والاسترخاء: جرّبي ممارسة التأمل والاسترخاء بانتظام. يمكنكِ استخدام التأمل لتهدئة عقلكِ وتقليل التوتر. ابحثي عن تمارين التأمل الموجهة على الإنترنت أو استخدمي تطبيقات التأمل المتاحة.
- المشي في الطبيعة: قومي بالخروج والمشي في الطبيعة بانتظام. الهواء النقي والمناظر الطبيعية الجميلة يمكن أن تساعد في تهدئة العقل وتخفيف الضغط النفسي.
- الابتعاد عن التفكير الزائد: حاولي عدم التفكير بشكل مفرط في الأمور والتركيز على الحاضر. تجنّبي التفكير المستمر في المستقبل أو العودة إلى الماضي بشكل غير مفيد.
- العلاقات الاجتماعية القوية: قومي ببناء والحفاظ على علاقات اجتماعية قوية. يمكن للدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة أن يكون عاملاً مهماً في التعامل مع الضغوطات النفسية.
- التفكير في المشاعر بشكل إيجابي: حاولي أن تركزي على المشاعر الإيجابية والأمور التي تثير سعادتكِ وامتنانكِ. قومي بتوجيه الانتباه إلى الأشياء الجيّدة في حياتكِ واحتفظي بيوميات الشكر.
- بناء المرونة النفسية: الأكثر مرونة هو الأكثر تحكّماً؛ إن بناء المرونة النفسية عملية تهدف إلى تعزيز القدرة على التكيّف والتعامل مع التحديات والضغوطات في الحياة بطريقة صحية وفعّالة.
وفي ختام حديثها قالت الاختصاصية أزنيف: “يجدر بنا أن ندرك أن التعامل مع الضغوطات اليومية في العمل والبيت يعتبر جزءاً أساسياً من الحفاظ على صحتنا النفسية والعاطفية. من خلال فهم أسباب الضغوطات وتأثيرها علينا، وتطبيق استراتيجيات التحكم فيها والتكيف معها، يمكننا تقليل الضغط وزيادة مرونتنا النفسية, هذه الأفكار قد تساعدكِ في تعزيز صحتكِ النفسية والتعامل بشكل أفضل مع الضغوطات في الحياة اليومية والحفاظ على صحتكِ العقلية والجسدية”.