تعاني النساء أعراضاً كثيرة مختلفة وغير مترابطة، تجعلها تشعر بالحيرة إلى أي طبيب تلجأ لتستشيره في حالتها. ومن هذه الأعراض ألم العضلات، والخمول، والشعور المتواصل بالبرد، وتورم الأطراف، وزيادة الوزن، أو العكس تماماً مثل فقدان الوزن، وتسارع ضربات القلب، والهبّات الحارة والساخنة طوال الوقت.
وجميع هذه الأعراض المختلفة تعني اضطراب الغدة الدرقية، ذلك المنظم لوظائف الجسم المختلفة، الذي تحظى النساء بالنسبة الكبرى في الإصابة به.
والغدة الدرقية عبارة عن غدة صغيرة على شكل فراشة توجد في قاعدة العنق، ولها تأثير كبير على الجسم من حيث إفرازها للهرمونات التي تساعد في تنظيم العديد من وظائف الجسم.
وتنتج الغدة الدرقية نوعين من الهرمونات الرئيسية: هرمون الغدة الدرقية «T-4» وثلاثي يودوثيرونين «T-3». وتحافظ هذه الهرمونات على التمثيل الغذائي في الجسم متسقاً، وتساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، ولها تأثير على مدى كفاءة عمل الجهاز العصبي، ويمكن أن تؤثر في معدل ضربات القلب وكذلك ضغط الدم.
وتُنتج هرموناً ثالثاً، يُعرف باسم الكالسيتونين، والذي يساعد في التحكم بمستوى الكالسيوم بالدم، عن طريق الغدة الدرقية.
والنساء أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الغدة الدرقية من الرجال. وفقاً لجمعية الغدة الدرقية الأمريكية، فإن واحدة من كل ثماني نساء ستعاني من أمراض الغدة الدرقية خلال حياتها، ومن غير المعروف لماذا تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية، وتلعب الوراثة دوراً، يمكن أن تعاني النساء في أي عمر مشاكل الغدة الدرقية.
وتتشابه أعراض خمول الغدة الدرقية عند النساء مع الكثير من الاضطرابات والمشاكل الأخرى بالإضافة إلى تطورها ببطء عبر السنين، مما يجعل تشخيص الغدة الدرقية أمراً صعباً، حيث تعاني النساء التعب، والإرهاق المستمر، وألم العضلات خاصة في الأكتاف والذراعين، وعدم القدرة على القيام بأبسط الأنشطة، والنوم لفترات طويلة والإحساس المتواصل بالبرد حتى في فصل الصيف، وزيادة مطّردة في الوزن، والإمساك، وتساقط الشعر، والحزن والاكتئاب، وتورم الوجه والأطراف خاصة الأصابع، وخشونة أو تغير الصوت، وجفاف البشرة وتقشرها، واختلاف واضطراب في مواعيد الدورة الشهرية، حيث يؤدي اضطرابات الدورة الشهرية إلى صعوبة الإنجاب، ومع عدم انتظام الدورة الشهرية والتبويض، تقل فرص حدوث الحمل لدى المرأة.
ويسبب فرط نشاط الغدة الدرقية عدداً واسعاً من الأعراض، وليس ضرورياً أن تعاني المرأة منها جميعاً، وهي أيضاً تتشابه مع الكثير من الاضطرابات الأخرى التي قد تهاجم الجسم ومنها.
زيادة الشهية، فقدان غير مبرر للوزن رغم زيادة الشهية، وهي من أهم أعراض نشاط الغدة الدرقية عند النساء، زيادة ضربات القلب أو عدم الاتزان، السهر والمعاناة من الأرق، جحوظ العيون للخارج، القلق والعصبية طوال الوقت، فرط النشاط والحركة.
إسهال، زيادة معدل التبول، الإحساس بالعطش، فرط التعرق، ورم في الرقبة (موضع الغدة الدرقية)، طفح جلدي وحكة، احمرار العين مع تشوش في الرؤية، الرعشة.
يصف الأطباء العلاج باليود المشع، ويعمل هذا العلاج على تدمير بعض خلايا الغدة الدرقية، لتتوقف عن فرط إنتاج الهرمونات.
أو عبر الجراحة، وفيها يتم استئصال الغدة الدرقية، أو جزء منها، وعند استئصالها بشكل كامل فإن الشخص سيحتاج إلى تناول أدوية كسل الغدة الدرقية مدى الحياة.
أما في الحالات الخفيفة من المرض، يصف الأطباء بعض الأدوية المنشّطة للغدة الدرقية لمساعدتها في أداء مهمتها على النحو السليم. لكن إذا أسرف الشخص في تناول هذه الأدوية ستنشط الغدة الدرقية بصورة توحي بالإصابة بمرض فرط نشاط الغدة الدرقية بعد أن كان هناك قصور في أدائها.