أعلن مستشفى ثومبي الجامعي في عجمان عن نجاح أطبائه بإجراء جراحة تُعدّ الأولى من نوعها في المستشفى لترميم وسط القدم باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنقاذ فتى نيجيري بعمر تسع سنوات من بتر القدم.
وكان الفتى، الذي عانى من أذية شديدة في العظام والأنسجة الرخوة لقدمه اليمنى نتيجة رصاصة طائشة في نيجيريا، قد فقد الأمل باستعادتها بعد أن أشار العديد من الأطباء في دولته وفي الإمارات إلى أن بتر القدم هو الحل الوحيد.
لكن الوالدين لم يتقبلا أن يخسر ابنهم مستقبله، لكونه طالباً متميزاً وراقصاً ماهراً وبطلاً في رياضة الكاراتيه، لذا استمروا بالمحاولة بإصرار وعزيمة كبيرين. وفي نهاية المطاف، قادهم بحثهم إلى الطبيب فيصل أمير، رئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية في مستشفى ثومبي الجامعي في عجمان، والذي وعد الوالدين بنتائج إيجابية على الرغم من صعوبة التحدي.
وبعد التحليل المعمّق والتصوير المقطعي لأوعية القدم، وجد الدكتور أمير أن بالإمكان إنقاذ الطرف المصاب من خلال سلسلة من الجراحات والعلاجات المعقدة.
وبرز التحدي الأول في توفير تغطية وتروية دموية مناسبة لإنقاذ القدم، لذا أجرى أطباء المستشفى عملية سديلة حرة وعائية مجهرية كإجراء أولي، في عملية استغرقت ما يزيد عن 14 ساعة،
ثم أُعيد تقييم المريض باستخدام التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد، لإعادة تشكيل صورة عن العظام التالفة نتيجة الرصاصة.
وبعد أيام من العمل مع فرق التصميم في دبي وألمانيا وبلجيكا، والتي تضمنت الدكتور هيلول كانتي بال (أخصائي جراحة أعصاب) والدكتور موفيك غاجدار (أخصائي جراحة أطفال) والدكتور آرون كومار (طبيب أشعة)، تمت الطباعة ثلاثية الأبعاد لعظم متشابك من التيتانيوم لتتم زراعته في قدم الطفل في الجراحة التالية التي تعتبر إنجازاً غير مسبوق للمستشفى.
وقد تم اختيار البنية المتشابكة لتحاكي بنية العظام البشرية، كما استُخدم التيتانيوم نظراً لقوته وخموله ووزنه الخفيف.
وتعليقاً على الموضوع، قال السيد أكبر محي الدين ثومبي، نائب الرئيس لقطاع الرعاية الصحية في مجموعة ثومبي: “تُعدّ هذه الجراحة الأولى من نوعها في مجال العلوم الطبية، الأمر الذي يؤكد كونها إنجازاً بارزاً واستثنائياً. ويفخر مستشفى ثومبي الجامعي بهذا الإنجاز الهام والذي يرسّخ مكانة الدولة في تحقيق أرقام قياسية في مختلف مجالات الحياة”.
وتُعدّ الطباعة ثلاثية الأبعاد مجالاً ناشئاً في الجراحة الترميمية، حيث تتيح ترميم بنى معقدة من الجسم، الأمر الذي لم يكن ممكناً قبل خمسة أعوام. ويدعو هذا الإنجاز المتميز في الإمارات العربية المتحدة إلى الفخر بالدولة وبالأطباء الذي عملوا بجدّ لتحقيق هذه النجاح الكبير.
بدوره، قال الدكتور فيصل أمير: “يتأثر الأطفال بأكثر من ثلث حوادث إطلاق النار غير المقصودة، وذلك في بيوت أصدقائهم أو جيرانهم أو أقربائهم. ولحسن الحظ، لا نشهد مثل هذه الإصابات في الإمارات العربية المتحدة بفضل قوانين الحكومة الإماراتية الصارمة والبيئة الآمنة التي حرص قادة الدولة على تأمينها للمواطنين والمقيمين على حدّ سواء. لكن في العديد من الدول، يمكن للناس اقتناء أسلحة نارية قانونياً، لذا يصاب الأطفال هناك بسهولة، الأمر الذي يسبب ارتفاعاً واضحاً في معدلات الوفيات والإصابات”.
وأعربت والدة الفتى عن سعادتها البالغة بهذا الإنجاز، وعن امتنانها الدائم للمستشفى الذي تمكّن من إنقاذ قدم ابنها بهذه الطريقة الاستثنائية.
ويخضع الطفل اليوم إلى علاج فيزيائي مكثّف لإعادة التأهيل واستعادة مجال الحركة الكامل، ومن المتوقع أن يتعافى بشكل كامل قريباً.