يعتقد معظم الناس أن العقل والدماغ مترادفان لشيء واحد، وأن كل فئة تطلق عليه الاسم الذي يحلو لها، لكن الحقيقة غير ذلك، فالعقل مصطلح يطلق على جميع وظائف الدماغ العليا لدى بني البشر، وهو الذي يجعل الإنسان واعياً، ويستطيع التفكير والنطق والتذكر.
أما الدماغ، فهو الجزء الرئيسي من الجهاز العصبي، ويجمع هذا الجزء المعلومات ويحللها، وله السيطرة على جميع أعضاء الجسم، وهو مصدر رئيسي لإنتاج المعلومات، ولهذا السبب تعتبر العناية بالدماغ مهمة كونها تحمي الإنسان من أمراض عدة أبرزها “الزهايمر”، بحسب ما يصف ذلك خبراء الصحة في موقع “مايو كلينك” الطبي.
عمر الإنسان وأمراض التدهور المعرفي:
تبيّن دراسة حديثة حول مرض “الزهايمر”، أجراها باحثون إسبان على أكثر من 1000 شخص من كبار السن، نشرت نتائجها في مجلة “The Lancet Longevity” الطبية المتخصصة، لمعرفة علاقة عمر الإنسان والأمراض التي تصيبه بالتدهور المعرفي، وفقدان الذاكرة، والزهايمر، وأمراض الشيخوخة، حيث توصل الباحثون إلى أن الإنسان يستطيع تصغير عمر عقله البيولوجي، في حال حافظ على نظام صحي وغذائي ونفسي جيد، طيلة مراحل حياته، ما يقلل نسبة إصابته بالأمراض في عمره المتقدم.
نصائح لتجنب إصابة العقل بالأمراض:
وقدمت الدراسة نصائح عدة، يمكن اتباعها لمن يرغب في تصغير حجم عقله، بمعنى تجنب إصابة العقل بالأمراض والتدهور المعرفي، وأبرزها: النوم جيداً لمدة ثماني ساعات على الأقل، محققين شروط النوم الجيد، وهي النوم على فرشة ووسادة ناعمتين، والابتعاد عن مصادر اللهو وتشتيت العقل، مثل: الهواتف النقالة، وشاشة التلفزيون.
أيضاً، القيام بالأنشطة الرياضية، التي تشحن الجسم بالطاقة، مثل: التمارين الرياضية الخفيفة على الأقل، وممارسة رياضة المشي، ما يساعد في الحفاظ على دورة الجسم الدموية.
ومن الأمور المهمة، أيضاً، قضاء الوقت، خاصة في مرحلة التقاعد، في تعلم الموسيقى، عبر اختيار آلة موسيقية، مفضلة، إذ يساهم تعلم الموسيقى في إعادة شحذ الدماغ على التفكير، واتخاذ القرارات، وعدم ركونه إلى حالة السكون.
كما تعد القراءة عادة منشطة للذاكرة، إذ يمكن الاستفادة من قراءة الروايات والكتب العلمية، في الاطلاع على ثقافات جديدة، فضلاً عن شغل الذهن بمعلومات مفيدة، ما يساعد على تنشيط الذاكرة.
كما يمكن تنشيط عمل العقل، ومده بالصحة اللازمة، من خلال مجموعة من الممارسات الصحية، التي يمكن القيام بها، مثل: عادة التأمل، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، والضحك، والبعد عن التوتر والقلق والتمتع بالمزاج الجيد، وابتكار حلول إبداعية لأي معضلة قد يمر بها الإنسان.