في محاولة لتسليط الضوء على المشاكل البصرية المتزايدة التي يواجهها سكان الإمارات العربية المتحدة ، أجرت مستشفى ثومبي الجامعي بعجمان ، فعالية افتراضيية لتسليط الضوء على مشاكل العين الأكثر شيوعاً. وقد تم تنظيم هذه الفعالية كجزء من “مهرجان الرعاية الصحية الصيفي عبر الإنترنت” لمجموعة ثومبي ، كما أرشدت الجلسة الحضور حول كيفية تحديد المشكلات المختلفة ومعالجتها وقدمت نصائح حول العادات الصحية من لتعزيز صحة العين.
أكد مستشفى ثومبي الجامعي أن 50٪ من المرضى الذين يزورون عيادة العيون قد ظهرت عليهم أعراض قصر النظر والتي يمكن أن تُعزى إلى زيادة وقت تعرض العين للشاشة. نظرًا لأن ما يقرب من 1.1 مليون طالب يدرسون من المنزل ، فإن استخدام الشاشات يعد في أعلى مستوياته على الإطلاق. ويقضي الأفراد ما بين 12 إلى 17 ساعة من الوقت أمام شاشاتهم بشكل يومي ، وهو ما يساهم بشكل مباشر في ضعف صحة العين.
ويعاني أكثر من ثلثي سكان دولة الإمارات من جفاف العين وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي. وفي حديثه عن جفاف العين الشائع بشكل متزايد ، يوصي الدكتور محمد أحمد وصفي ، استشاري طب العيون في مستشفى ثومبي الجامعي ، بأخذ وقت راحة بدون أجهزة ، واستخدام نظارات مضادة للوهج النابعة من الشاشات ، وأخذ فترات راحة قصيرة من الشاشة ، والحفاظ على ترطيب العين.
كما قدم رؤى مثيرة للاهتمام حول كيف يمكن أن تؤدي مشاكل العين والتى لايتم علاجها إلى مشاكل في أعضاء أخرى من الجسم ، وأكد على أهمية صحة العين المثلى. وأشار إلى أن مشاكل العين التى لايتم علاجها يمكن أن تسبب أعراضاً أخرى غير طبيعية تؤدي مثل تقلصات عضلية وتيبس عضلي وإجهاد في الرقبة وتشنجات في الكتف وصداع شديد. يمكن أن تؤدي النظارات المصنعة بشكل غير صحيح إلى نفس هذه المشكلات ، خاصة في حالة النظارات ثنائية البؤرة.
كما أوضح الدكتور وصفي أنه على الرغم من أن جفاف العين ليس مرضًا ، إلا أنه يمكن أن يهيئ العين للعديد من الأمراض الأخرى مثل حساسية العين. و يمكن أن تظهر حساسية العين على شكل احمرار في العين ، وحكة ، وتهيج ، وإفرازات بيضاء أو صفراء ، وفرك متكرر للعين ، ويمكن أن تسبب رؤية ضبابية في الحالات الشديدة. وشدد على أهمية الحصول على وقت الاستراحة الخالي من الأجهزة ، إلى جانب وضع ثلج مغطى بالقماش لتقليل الحكة. في حال استمرار المشكلة ، يوصي بمقابلة أخصائي العيون حيث قد تكون هناك حاجة إلى الأدوية المضادة للحساسية. ونصح بشدة بعدم استخدام الأدوية التي تحتوي على الاستيرويد بدون وصفة طبية لأنها يمكن أن تضر العين أكثر مما تنفع.
قدم الاستشاري مزيدًا من الأفكار حول كيفية حدوث إلتهاب العين. وشرح ذلك بالتفصيل ، موضحًا أن تعرض العين لكل من جفاف العين وحساسية العين يمكن أن يغلق المسام في جانب الجفن ، مما يتسبب في تراكم المواد الدهنية داخل الجفن ، والمعروفة باسم المواد اللزجة. تشمل الأعراض التي تدل على ذلك تورمًا جتنب الجفن ، وألم في الجفن ، وتورم وإفرازات تشبه الصديد من العين. ويجب أن يتم وضع شئ دافئ في المراحل الأولى من الإلتهاب ، في حين يجب استشارة أخصائي العيون في وجود إلتهاب أو دمل كبير.
وبالحديث عن خطأ الانكسار ، حيث لا يستطيع الفرد الرؤية بكفاءة ، فإن الحالات تتزيد عند الأطفال بسبب الطقس في دولة الإمارات. وأشار إلى أسباب اخرى مثل الاستخدام المفرط للشاشة ، وعدم التعرض للضوء الطبيعي ، ولاغضاءة الصناعية القوية المفرطة لتكون سببًا لقصر النظر ، مما يؤدي في النهاية إلى الحاجة إلى تصحيح النظر بارتداء النظارة الطبية.
الأعراض الشائعة التي تظهر بين الأطفال والأفراد العاملين في قطاع تكنولوجيا المعلومات هي الصداع في الجزء الأمامي من الرأس ، وآلام العين ، والتشنجات اللاإرادية في العين والوجه ، ووضعية الرأس غير الطبيعية ، وصعوبات التعلم ، وعدم وضوح الأشياء البعيدة. كما يوصي بإجراء فحص منتظم من خلال زيارة أخصائي العيون مرة واحدة على الأقل في السنة. ويجب توخي الحذر بشكل خاص إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء يرتدون نظارات في العائلة.
التعليم عبر الإنترنت هو جزء من الحياة. يتم منخلاله توفير نسبة كبيرة من المواد الأكاديمية من عبر الإنترنت. وننصح أولياء الأمور بضرورة محاولة تقليل وقت الشاشة غير الأكاديمي أو بخلاف المناهج الدراسية. لا يمكن التوقف تمامًا إذا اعتاد طفلك على قضاء جزء كبير من يومه على الشاشة. حاول تقليل الوقت غير الأكاديمي إلى نصف ساعة يوميًا. حاول تقليل وقت تعرضك للشاشة بنفسك إذا كنت تريد أن يقلل طفلك من استخدام الشاشة. وأخيرًا ، وفر طرقًا أخرى للترفيه.
يجب إنشاء بيئة رؤية للشاشة آمنة ومريحة لمنع حدوث أخطاء الانكسار ، خاصة مع زيادة وقت الشاشة. نوصي بالجلوس في غرفة مع وجود منظر يمكن للأفراد التركيز على الأشياء البعيدة لتخفيف آلية التركيز لأعينهم. يجب أن تكون الشاشة على مسافة مشاهدة مناسبة وأن تكون إما على مستوى العين أو متجهة لأسفل بمقدار خمسة عشر درجة. يجب أن تكون الغرفة مضاءة جيدًا ويفضل أن تكون ذات إضاءة طبيعية.