
عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة مرشّح للزيادة خلال الأيام المقبلة؛ ليس فقط نتيجة القصف الإسرائيلي لهم؛ لكن أيضًا نتيجة توقف مستشفيات كبيرة عن العمل إثر نفاد الوقود ونقص الأدوية، حسب مصادر طبية محلية ودولية.
وكان مستشفى الشفاء ومستشفى القدس، قد خرجا عن الخدمة بعد نفاد الوقود من المولد الكهربائي وغرقهما في ظلام دامس؛ وفق مسؤولي الصحة في غزة، السبت.
الأكثر تضررًا
وحسب “سكاي نيوز عربية”، تحدد إيناس أبو خلف، رئيسة المكتب الإعلامي الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة “أطباء بلا حدود”، من هم أكثر المتضررين من توقف المستشفيات بعد نفاد الوقود:
– المرضى الذين يعالجون بأجهزة التنفس الصناعي؛ مما يعني أن توقف هذه الأجهزة يُعَد تهديدًا مباشرًا لحياتهم.
– الأطفال الذين يحتاجون إلى الحضانات.
– أصحاب الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي.
القصف الإسرائيلي والأدوية
وبجانب أزمة نفاد الوقود، تعيد المسؤولة بمنظمة “أطباء بلا حدود”، لفت الانتباه إلى أنه بسبب نقص الأدوية، ومنها ما يخص التخدير، اضطر أطباء لإجراء عمليات جراحية دون تخدير، كما لا توجد مسكنات ألم.
ونظرًا لكثرة المصابين؛ فإن بعض المرضى يفترشون الأرض، والأطباء يُجرون عمليات جراحية في الممرات، وهم في حالة شديدة من الإرهاق نتيجة تكدس الأعداد، بتعبير المتحدثة؛ مطالبة بالتحرك الفوري لوقف القصف الإسرائيلي المستمر للقطاع الذي تَسبب كذلك في خروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة، منها مستشفيات تديرها منظمة “أطباء بلا حدود”.
ومن أكثر المتضررين من نقص الأدوية، كما تقول إيناس أبو خلف، أصحاب الأمراض المزمنة، مثل أمراض الكلى والقلب والسكر.
وإن استمر القصف ونقص الوقود والأدوية، تتوقع المتحدثة أن يزيد عدد الوفيات نتيجة المرض والإصابات، كما ستصبح حياة عشرات آلاف النازحين في خطر؛ ومنهم 40 ألف نازح جاؤوا بحثًا عن الأمن في باحات مستشفى الشفاء؛ بينما فوجئوا بأن محيطه يتعرض أيضًا للقصف.
من جانبه، دعا متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، السبت، إلى إخلاء مستشفى الشفاء ممن تبقى من النازحين الذين قدموا إليه.
ونقلت عنه وكالة “رويترز”: “لا نزال نرى عدة آلاف في باحة (مستشفى الشفاء) التي يجرى إخلاؤها.. لقد رأينا أيضًا أشخاصًا يتم إجلاؤهم من داخل المستشفى.. لا أستطيع إعطاء أرقام محددة حاليًا”.
وفاة رضيع في الحضانات
وأعلن -السبت- المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أن “العمليات في مجمع الشفاء توقفت بعد نفاد الوقود تمامًا”؛ مما أدى إلى “وفاة طفل رضيع في قسم الحضانة حيث يوجد هناك 45 من المواليد الجدد”.
ولفتت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ، إلى انهيار الخدمة الصحية داخل مستشفى القدس بعد نفاد الوقود، قائلة لـ”سكاي نيوز عربية”، في وقت سابق: إن هذا يحرم 500 مريض وجريح من الرعاية والعلاج، منهم من هو داخل غرفة العناية الفائقة والحضانات.
ومن رام الله، أعلنت وزيرة الصحة، مي الكيلة، أن 20 من أصل 30 مستشفى في غزة توقفت بصورة كاملة؛ مشيرة إلى خطر هذا على حياة 39 طفلًا في العناية المركّزة بمستشفى الشفاء.