يتصاعد الاكتئاب في العديد من الأماكن حول العالم، وخاصة في الولايات المتحدة. ومن المحتمل أنك إذا كنت لا تعاني من هذه الحالة، فمن المؤكد أنك تعرف شخصاً يعاني منها.
قال ما يقرب من 18 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة – أكثر من 1 من كل 6 – إنهم يعانون حالياً من الاكتئاب أو يتلقون علاجاً للاكتئاب، وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» عام 2023. في عام 2015، عندما بدأت مؤسسة «غالوب» لأول مرة في جمع المعلومات حول هذا الموضوع، كان العدد أقل من 11 في المائة.
تظهر بيانات «غالوب» أن الاكتئاب السريري كان يرتفع ببطء في البلاد قبل وباء «كورونا»، لكنه نما بشكل أسرع في أعقابه، مع العزلة الاجتماعية، والشعور بالوحدة، والخوف من العدوى، والإرهاق النفسي، وتعاطي المخدرات، وتعطيل رعاية الصحة العقلية. ترتفع المعدلات بين النساء والشباب والبالغين من السود واللاتينيين بشكل أسرع.
وقال الطبيب النفسي تشارلز رايسون، أستاذ البيئة البشرية والطب النفسي في جامعة ويسكونسن ماديسون، إنه عانى من الاكتئاب بنفسه. وصف رايسون، وهو أيضاً مدير مركز «Vail Health Behavioral Health Innovation» وخبير سابق في الصحة العقلية، لـ«سي إن إن»، حالة الصحة العقلية في الولايات المتحدة بكلمة واحدة: «سيئة».
اعترف رايسون بأن محاولة القيام بأي شيء عندما تكون مكتئباً هي معركة شاقة. وقدم هذه النصائح الخمس للرعاية الذاتية:
الحصول على المساعدة
حدد موعداً مع مختص بالصحة العقلية، ويشرح رايسون: «إذا كنت تشعر بالإحباط بشكل متواصل، إذا فقدت الاهتمام بالحياة، إذا تغير نومك وشهيتك، إذا شعرت باليأس، إذا كانت تراودك أفكار حول إيذاء نفسك؛ فإن هذه الأمور ترتبط بالاكتئاب… يعد الحصول على المساعدة أمراً مهماً بشكل خاص إذا كنت قد عانيت من هذه الأعراض لمدة شهرين».
وتابع الطبيب: «كل من يعاني من الاكتئاب يعلم أن وجود طبيب… يمكن أن يساعد، إما بالعلاج النفسي أو الأدوية… أو كليهما».
تغيير نمط الحياة
تبين أن ما هو مفيد للجسم مفيد أيضاً للدماغ. قال رايسون: «حاول حقاً أن تفعل الأشياء التي قد تفعلها من أجل صحتك البدنية… كثيراً ما أقول للناس: فكروا فيما ستفعلونه إذا أردتم التعامل مع صحة القلب… كل هذه الأشياء هي أيضاً مضادة للاكتئاب، مثل إدارة وزن الجسم، وتناول الأطعمة الصحية، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة ما يكفي من التمارين الرياضية، والتعرض لأشعة الشمس».
إحاطة نفسك بالناس
حاول الحفاظ على علاقات وثيقة. والنصيحة رقم (3) أحياناً تكون صعبة جداً عندما تكون مكتئباً.
قال الطبيب النفسي: «لكن ربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو محاولة تطوير علاقاتنا الشخصية مع الآخرين».
وأضاف: «إذا كانت لديك علاقات رعاية أصغر حجماً وداعمة مع أشخاص آخرين، فهذا عامل وقائي كبير ضد الإصابة بالاكتئاب. إنه أيضاً عامل يمكن أن يساعدك حقاً في التغلب على الحالة».
لا تستسلم
كن مثابراً في طلب المساعدة. أوضح رايسون: «الطريقة التي يستجيب بها الناس، وخاصة في الولايات المتحدة، للأدوية المضادة للاكتئاب، تميل إلى أن تكون متشعبة للغاية… هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص بدأوا للتو بتناول مضادات الاكتئاب، ويشعرون بالتحسن في غضون أسبوعين… ويختفي الاكتئاب»، في حين يعاني آخرون من الاكتئاب المزمن.
لذا، إذا لم ينجح أحد مضادات الاكتئاب، ينصح الطبيب بـ«تجربة دواء آخر»، لكن لا تخف من المضي قدماً. لقد عرفنا منذ فترة طويلة، على سبيل المثال، أن الأشخاص الذين لا يستجيبون لمجموعة من مضادات الاكتئاب المتتالية هم أقل عرضة للاستجابة للعلاج التالي، لكنهم ليسوا أقل عرضة للاستجابة للعلاج النفسي، بحسب رايسون.
الامتنان
يجب عليك توليد حالة من الشكر، ويشرح رايسون: «اعمل على تطوير الشعور بالامتنان».
يعترف رايسون أن القيام بذلك ليس بالأمر السهل دائماً عندما تكون مكتئباً. وقال: «إذا تمكنت من جعله عادة، فيمكن أن يكون قوياً جداً لمنع الاكتئاب، ولكن أيضاً لتشعر بالتحسن إذا كنت مكتئباً».