وفي حين أن العديد من الأفراد يدركون العوامل التقليدية التي تؤثر على مستويات السكر في الدم، مثل اختيارات الطعام والنشاط البدني، إلا أن هناك بعض العناصر المفاجئة التي يمكن أن تؤثر أيضًا على مستويات الغلوكوز.
إن فهم هذه المحفزات الأقل شهرة يمكن أن يمكّن الأفراد المصابين بالسكري من إدارة حالتهم بشكل أفضل ومنع الارتفاعات غير المتوقعة بنسبة السكر في الدم.
وعن العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، قال الدكتور روهيت ساكسينا بمستشفى شاردا ان هناك 8 عوامل مفاجئة تؤدي لارتفاع مستوى السكر في الدم، وذلك وفق ما ذكر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
1. أنماط النوم
النوم الكافي أمر بالغ الأهمية للصحة العامة، بما في ذلك تنظيم نسبة السكر في الدم.
يمكن أن تؤدي أنماط النوم المتقطعة، مثل جداول النوم غير المنتظمة أو مدة النوم غير الكافية، إلى مقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم. لذا فإعطاء الأولوية لأنماط النوم المتسقة والسعي للحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة يمكن أن يساهم في تحسين التحكم في الغلوكوز.
2. الأدوية والمكملات الغذائية
قد تؤثر بعض الأدوية والمكملات الغذائية على مستويات السكر في الدم. على سبيل المثال، يمكن للكورتيكوستيرويدات، المستخدمة عادة لعلاج الحالات الالتهابية، أن ترفع مستويات الغلوكوز. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر بعض المكملات الغذائية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الغلوكوزامين وأحماض أوميغا 3 الدهنية، على حساسية الأنسولين.
من الضروري أن يتواصل الأفراد المصابون بداء السكري مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم بشأن جميع الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولونها لإدارة التأثيرات المحتملة على نسبة السكر في الدم.
3. المرض والالتهابات
عندما يقاوم الجسم مرضًا أو عدوى، يتم إطلاق هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم؛ فحتى الأمراض البسيطة مثل نزلات البرد أو عدوى المسالك البولية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز لدى الأفراد المصابين بداء السكري.
وتعد مراقبة نسبة السكر في الدم عن كثب أثناء المرض واتباع توصيات مقدم الرعاية الصحية لإدارة مرض السكري أثناء المرض أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على السيطرة.
4. الإجهاد العاطفي
يمكن أن يؤثر الضغط العاطفي، سواء الناتج عن العمل أو العلاقات أو أحداث الحياة الأخرى، على مستويات السكر في الدم؛ فخلال فترات التوتر، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز.
يمكن أن يساعد دمج تقنيات الحد من التوتر مثل اليقظة الذهنية أو التأمل أو الهوايات في تخفيف آثار الضغط العاطفي على نسبة السكر في الدم.
5. تغيرات الطقس
يمكن أن تؤثر التقلبات بدرجات الحرارة، وخاصة الحرارة الشديدة، على امتصاص الأنسولين واستقلاب الغلوكوز. إذ يمكن أن يؤدي الطقس الحار إلى زيادة حساسية الأنسولين، ما قد يسبب نقص السكر في الدم لدى الأفراد الذين يتناولون الأنسولين أو بعض الأدوية عن طريق الفم.
وعلى العكس من ذلك، قد يؤدي الطقس البارد إلى مقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم. كما يمكن أن يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم وتعديل جرعات الدواء حسب الحاجة أثناء تغيرات الطقس في الحفاظ على مستويات مستقرة للسكر في الدم.
6. استهلاك الكحول
في حين أن استهلاك الكحول المعتدل قد تكون له آثار ضئيلة على نسبة السكر في الدم لدى بعض الأفراد، إلّا ان الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة؛ فقد يتداخل الكحول مع وظائف الكبد، ما يضعف قدرته على تنظيم نسبة السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تحتوي المشروبات الكحولية على نسبة عالية من السكر، ما يساهم أيضًا في ارتفاع مستويات الغلوكوز.
ان مراقبة تناول الكحول يمكن أن يساعد في منع ارتفاع نسبة السكر في الدم.
7. صحة الأسنان
تم ربط سوء نظافة الأسنان وأمراض اللثة غير المعالجة بارتفاع مستويات السكر في الدم لدى الأفراد المصابين بالسكري.
ويمكن أن تسبب التهابات الفم التهابًا، ما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين وصعوبة التحكم بمستويات الغلوكوز. ويعد الحفاظ على عادات نظافة الفم الجيدة، بما في ذلك تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط وفحوصات الأسنان بشكل منتظم، أمرًا ضروريًا للصحة العامة وإدارة مرض السكري.
8. الدورة الشهرية
يمكن أن تؤثر التقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية على حساسية الأنسولين ومستويات السكر في الدم لدى النساء المصابات بداء السكري.
وتعاني العديد من النساء من ارتفاع مستويات الغلوكوز في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، والمعروفة باسم ارتفاع السكر في الدم قبل الحيض. لذا يمكن أن تساعد مراقبة نسبة السكر في الدم عن كثب أثناء الدورة الشهرية وتعديل العلاج حسب الضرورة في تخفيف هذه التقلبات.
من خلال التعرف على هذه العوامل المفاجئة التي يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم ومعالجتها، يمكن للأفراد المصابين بالسكري تعزيز قدرتهم على إدارة الحالة بفعالية.
ويعد دمج تعديلات نمط الحياة، والسعي للحصول على إرشادات الرعاية الصحية المنتظمة، والبقاء على اطلاع باستراتيجيات إدارة مرض السكري خطوات أساسية نحو تحقيق التحكم الأمثل في الغلوكوز وتقليل مخاطر المضاعفات المرتبطة بالمرض.