
تحقيق: راندا جرجس
توجد 5 أنواع من البشرة وفقاً للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، وهي: البشرة الدهنية التي تتسم باللمعان وكثرة الدهون، البشرة العادية النقية، لكنها ليست حساسة، البشرة الجافة التي تعاني التقشر والحكة أو ذات الملمس الخشن، البشرة الحساسة التي تتميز بالشعور باللسع أو الحرقة بعد استخدام منتجات العناية، والبشرة المختلطة التي تجمع بين الدهنية في بعض المناطق والجافة في أجزاء أخرى من الوجه، وفي السطور القادمة يتحدث الخبراء والاختصاصيون عن كيفية العناية بكافة أنواع البشرة في فصل الصيف حتى تظل نضرة وصحية.
تقول د. ليندا الحجوان، أخصائية الأمراض الجلدية، إن أكثر ما يميز البشرة المختلطة هي: المسام الكبيرة، المنطقة الدهنية على شكل حرف «T» (الجبين والأنف والذقن)، ومناطق جافة متقشرة، وجفاف في الخدين أو خط الفك.
وتتابع: تتعرض البشرة المختلطة لحب الشباب والالتهاب، وزيادة الرؤوس السوداء والبيضاء، بقع جافة على محيط الوجه، وقشرة في فروة الرأس والحاجبين، والمسام الواسعة، والبثور، كما تزيد فرص حدوث هذه المشكلات نتيجة استخدام المنتجات التي تحتوي على مكونات قاسية، ما يحفز إنتاج الزيت في منطقة الجبين والأنف والذقن، والتي تتسبب بجفاف الجلد في بعض الأحيان.
وتشير د. ليندا الحجوان، إلى أن الحرارة والرطوبة تؤثر بشكل مباشر في البشرة، وينتج عنها زيادة الإفرازات الدهنية في الجبين والأنف والذقن، وتبدو البشرة أكثر لمعاناً لأن ارتفاع درجة حرارة الطقس تعمل على تحفيز هذه الإفرازات، وهو أمر طبيعي، كما يتسبب التعرض لأشعة الشمس، في ظهور البثور، ما يؤدي إلى ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد على الجزء الجاف من الوجه، وتفاوت في لون البشرة وتصبغها.
وتلفت د. ليندا الحجوان، إلى أنه من الصعب التعامل مع البشرة المختلطة، ولذلك من المهم الحفاظ على توازن البشرة، وتجنب الجفاف أو تراكم الدهون، ويمكن الحصول على ذلك من خلال اتباع روتين يومي، عن طريق تنظيف البشرة بغسول لطيف وتجنب المنتجات التي تحتوى على المواد القاسية، والترطيب مباشرة بعد التنظيف في الصباح والمساء، وحماية الجلد باستخدام كريم واقٍ من الشمس وهو ضروري لجميع أنواع البشرة، لأن التعرض للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى الجفاف، وتقشير الجلد مرة واحدة في الأسبوع باستخدام نوع فعال لإزالة الخلايا الميتة وفتح المسام، كما يجب التعامل بلطف مع منطقة الجبين والأنف والذقن، لأن إزالة الزيوت العميقة من الجلد يمكن أن تجعل البشرة دهنية للغاية.
وتضيف: يجب استعمال كريم ليلي لإكمال الروتين اليومي والاستيقاظ ببشرة متوهجة، لأن الجلد يُصلح نفسه أثناء الليل، ما يجعل البشرة أقل دهنية، والاهتمام بترطيب الجسم وشرب كمية كافية من الماء، والتقليل من تناول السكر، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بمضادات الأكسدة، وممارسة الرياضة بانتظام، والتخفيف من التوتر، واختيار المنتجات الخالية من العطور.
البشرة الدهنية
تلفت د. مها سلطان، أخصائية الأمراض الجلدية، إلى أن البشرة الدهنية من الأنواع التي تتميز بزيادة نسبة إفراز الزيوت، وتكون على الأغلب لامعة، وتظهر عليها البثور والرؤوس السوداء والمسام المفتوحة والمتضخمة، وتكثر الإصابة بحب الشباب، ويعد التهاب الجريبات، والتهاب الجلد الدهني من أكثر الآفات التي تزيد خلال فصل الصيف.
وتضيف: لتحديد نوع البشرة، يمكنك القيام بإجراء بسيط يتمثل في الضغط برفق على المناطق المختلفة من الوجه، باستخدام ورق امتصاص الدهون، ويتم التعرف إلى كمية الدهون المرئية على الورقة، وعندما تكون قليلة فعلى الأرجح تكون البشرة من النوع الجاف، أما إذا وجدت الدهون منتشرة في منطقة الجبهة أو حول الأنف، فإنها تكون مركبة، أما عندما تكون الكميات متزايدة فتكون البشرة دهنية.
وتوضح د. مها سلطان، أن البشرة الدهنية تحتاج إلى عناية بشكل متواصل في فصل الصيف، وتتم من خلال اتباع الإجراءات التالية:
– استخدام غسول وجه لتنظيف البشرة بعمق من خلال إزالة جميع الأوساخ والملوثات مع مراعاة الحفاظ على توازن درجة الحموضة في الجلد، ويحتوي على حمض الساليسيليك أحد أنواع «أحماض بيتا هيدروكسي» الذي يساعد على تقشير سطح الجلد، يعمل على التغلغل بعمق داخل مسام البشرة لإزالة الأوساخ والدهون المتراكمة.
– استعمال الماء البارد أثناء غسل الوجه لأنه يعمل على تقليص المسام، وبالتالي تقليل إفراز الدهون.
– الحرص على استخدام مقشر البشرة مرتين في الأسبوع، ليساعد على إزالة تراكم خلايا الجلد الميت، الذي يتسبب بإغلاق المسام، ما يؤدي إلى منع ظهور حب الشباب.
ضرورة وضع واقي الشمس مع عامل حماية مرتفع، ومناسب للبشرة الدهنية، ويحتوي على الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم. هذه المكونات النشطة في واقي الشمس تمتص الدهون الزائدة.
– يعمل استعمال الملطف على إزالة المخلفات والشوائب المتروكة بعد التنظيف، كما يسهم في تقليص حجم المسام التي تتوسع نتيجة الإفراز المفرط للدهون، وهذا يقلل من ظهور المسام، ما يجعل البشرة تبدو نضرة ومتناغمة اللون.
– يجب اختيار مرطب لا يسّد المسام، ويحتوي على مكونات مثل الغليسرين أو حمض الهيالورنيك الذي يخلط الماء بالكولاجين، وتجدر الإشارة إلى أن هناك اعتقاداً شائعاً بأن أصحاب البشرة الدهنية لا يحتاجون إلى مرطب، لكن تظل الحقيقة أنها تحتاج إلى الترطيب كباقي الأنواع.
وتوضح د. مها سلطان، أن الأغذية الأفضل للبشرة الدهنية تتمثل في: الخضراوات الورقية التي تساعد على تنظيم الدهون، وثمار الحمضيات التي تعمل على ترطيب البشرة وإزالة السموم منها، والشوكولاتة الداكنة التي تعد خياراً جيداً أيضاً للبشرة المعرّضة لحب الشباب، كما أن شرب ماء جوز الهند يساعد على تقليل الدهون، كما يمنع تناول الجزر ظهور التصبغات السوداء على البشرة.
جفاف الجلد
د. ساتيش تي سي، أخصائي الأمراض الجلدية، يرى أن البشرة الجافة تحدث بشكل أساسي نتيجة نقص الرطوبة، وتعد الحكة والتقشر من الأعراض الشائعة التي ترافق هذه الحالة، وتتفاقم عند التعرض للبرد الشديد أو درجات الحرارة العالية، ويتسم الجلد الجاف بالملمس الخشن ويبدو باهت طول الوقت.
ويتابع: تزداد العلامات بعد التعرض للماء من خلال الاستحمام أو السباحة، كما يعاني الأشخاص ذوو البشرة الجافة للعدوى البكتيرية والفيروسية والفطرية، بالمقارنة مع أصحاب البشرة العادية والمرطبة جيداً، كما يميلون إلى الإصابة بطفح جلدي ناتج عن العرق، والفرك، واستخدام الماء الساخن، وما إلى ذلك.
يشير د.ساتيش، إلى أن فصل الصيف يمثل تحدياً للأشخاص الذين يعانون جفاف الجلد، حيث إن التعرض المتزايد للشمس والرطوبة يؤدي إلى تفاقم الأعراض، كما يعمل فرط التعرق مهيجاً ويزيد من تفاقم المشكلات كجفاف البشرة، وربما تختلط مع العدوى الفطرية بسبب الحكة، ولذلك يجب الحفاظ على ترطيب الجسم، وارتداء ملابس تسمح بمرور الهواء في الأشهر الحارة، وممارسة التمارين في بيئة باردة، والتأكد من خفض درجة حرارة الجسم لتجنب إثارة مشاكل الجلد مثل الطفح الجلدي.
ويؤكد د.ساتيش، أن جفاف البشرة هو فقدان للدهون في حاجز الجلد، ما يؤدي إلى تلفه وأعراض مثل: الحساسية والبهتان والجفاف، ويمكن الوقاية من هذه المشكلة عن طريق اختيار المرطب المناسب للبشرة، وواقياً من الشمس للحماية من الأشعة الضارة والحروق، وغسل الجسم بالماء والصابون بعد السباحة والتأكد من التخلص من الكلور، وتجنب الاستحمام بالماء الساخن أو التعرض للبخار والفرك لمنع المزيد من جفاف الجلد.
احتياطات آمنة للبشرة الحساسة
تميل البشرة الحساسة إلى قبول مستحضرات عناية معينة فقط، حيث إن المواد غير المناسبة تتسبب بتهيجها، كما يعاني أصحابها بشكل كبير في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، وأشعة الشمس، حيث إن إفراز خلايا الجلد للميلانين يزداد في هذا الوقت، وهو المسؤول عن لون الجلد، لكن لا ننسى ضرورته في تقوية الجلد ودعمه، كما يتعرض الجلد للحروق بسبب الأشعة فوق البنفسجية التي تعتبر السبب الرئيسي لحدوث الشيخوخة المبكرة للبشرة، إضافة إلى ظهور الطفح الجلدي، والتعرق الذي يؤدي إلى تراكم الأوساخ والبكتيريا على الجلد، ما يحفز إفراز خلايا البشرة للزهم، وينجم عنه ظهور حب الشباب والرؤوس السوداء. وتتسم البشرة الحساسة بأنها دهنية في الصيف وجافة في الشتاء، مع وجود احمرار الجلد، وخاصة بعد الاستحمام بماء ساخن أو عند تناول الأطعمة الحارة، مع المعاناة من الحكة الجلدية والشعور المستمر بالحرقة وشد البشرة، والجفاف.
وينصح الخبراء بتجنب العطور والأصباغ والمواد الكيميائية مع البشرة الحساسة، وتجربة كريم الواقي الشمسي على جزء من الذراع قبل تطبيقه على الوجه للتأكد من عدم وجود مشكلة تحسس، مع مراعاة انتقاء مُقشر ناعم، وتغير نوعية الروتين اليومي للعناية بين الحين والآخر، ويمكن استعمال غسول جل خالٍ من الزيوت، أو مرطب خفيف الملمس لمقاومة الدهون المتراكمة في الصيف، والحد من التعرض لأشعة الشمس الحارقة ويمكن وضع كمادات باردة على البشرة لتخفيف الشعور بالحرقان والاحمرار والألم ووضع مهدئ لتهدئة البشرة.