لغرفة الطعام خصوصية في المنزل؛ المساحة العائدة للحيز المذكور ترتدي أجمل الحلل، مهما كان الطراز أو النمط، وتسمح للمصمم بإطلاق العنان لخياله لتوليف مكان مميز وقادر على احتواء أصحاب المنزل وضيوفهم لتشارك الطعام والأوقات الحلوة. كثيرة هي عناصر غرفة الطعام، والتي تتطلب التزويق، من جدران وأرضية وإضاءة وأثاث، فغرفة الطعام حيز مرادف للجمع والأنس.
تصميم وديكور غرفة الطعام
عن غرفة الطعام، تقول بيان كالندار، مهندسة العمارة الداخلية السورية التركية، إن “الحيز المنزلي المذكور هو مكان لمشاركة الذكريات واللحظات الجميلة، فطاولة الطعام تجمع أفراد الأسرة، في كل يوم، معًا، كما يتشارك أصحاب المنزل وضيوفهم الاحتفاء بالمناسبات الاجتماعية عند الجلوس إلى الطاولة. لذا، يراعي من يشتغل على تصميم وديكور غرفة الطعام أدق التفاصيل، لا سيما اختيار شكل طاولة الطعام المناسب والمريح”. وتضيف أنه “في غرفة الطعام المستقلة بمساحتها، وطولية الشكل، فإن الطاولة الطولية مناسبة أكثر، أمّا في الغرفة دائرية الشكل، تحل الطاولة المستديرة. وفي الغرفة المربعة، وبعد دراسة أبعاد المكان والمساحة، يمكن اختيار الطاولة الدائرية أو طولية الشكل، بما يتفق مع هدف استغلال المساحة”.
وتوسّع المهدسة الحديث عن غرفة الطعام، فتقول إنه “في حال دمج ركن الطعام بغرفة الاستقبال، فإن مكان الطاولة يؤخذ في الاعتبار، كما مسار حركة من سيشغلون المكان والوظائف التي تقدمها الغرفة. في هذا الإطار، توضع الطاولة في المكان الأقرب لباب الغرفة حتى يسهل نقل الطعام، مع مراعاة خصوصية كل قسم أي الطعام والجلوس، إذ ليس من المنطقي أن يتقدم أثاث قسم المعيشة والتلفاز، مكان طاولة الطعام”. وتُركّز المهندسة على فكرة إشعار الجالس في قسم الطعام المدمج بغرفة المعيشة أو الاستقبال، بأن لركن الأكل خصوصية ووظيفة محدّدة، وذلك من خلال ديكور الجدران والأرضيات والإضاءة. مثلًا: يُحدّد قسم الأكل عن طريق سجادة تفترش المساحة تحت الطاولة أو ديكور الجدار المتمركز خلفها أو بجانبها، بالتماشي مع نمط غرفة المعيشة”. وتلفت إلى أن “الإنارة قد تقوم بتحديد القسم الخاص بالأكل، خصوصًا مع توافر الكثير من أشكال عناصر الإنارة؛ عند اختيار وحدة الإنارة فوق طاولة الطعام، مع مراعاة الأبعاد والأشكال المناسبة التي تنسجم مع “ستايل” المكان، هي قد تحقّق الخصوصية لركن الطعام”.
أثاث غرفة الطعام العصرية
وتجيب المهندسة عن سؤال متعلق بموضة الأثاث الخاص بغرف الطعام، فتقول: “في تركيا، كما في أجزاء كثيرة من العالم، الأثاث الرائج بصورة عامة، هو ذلك دائري الشكل أو ذو الحواف الدائرية أوعضوي الشكل (أي حوافه غير منتظمة). ينسحب ما تقدم على الأرائك والكنب وكراسي الطعام وطاولات القهوة والطاولات الجانبية وحتى عناصر الإنارة”. وتزيد أن “الخامات الطبيعية تصنع الأثاث، مثل: الخشب والحجر والتيرازو، بالإضافة إلى الأسمنت، مع انتهاء موضة بديل الخشب وبديل الرخام.
لناحية الأنسجة، فإن الأثاث يُنجد بأقمشة ذات ملمس ناعم أو نافر”. وتضيف: “قد يستخدم الرخام في تكسية الجدران، فيما يصنع البورسلان الحديث الذي تتوافر ألواح كبيرة منه سطح الطاولة، علمًا أن البورسلان المذكور يحمل ألوانًا ونقوشًا جميلة مشابهة لعروق الرخام. لكن يتفوق البوسلان على الرخام، لناحيتي سهولة التنظيف وعدم التبقع”. كما تتحدث عن المرايا التي لا تأفل موضتها، فهي تُكبّر المساحات الصغيرة وتوفّر لمسة فخمة في أي فراغ تحل فيه. لناحية الألوان، فإن دمج الرمادي بالأبيض يتراجع في سباق الموضة هذا العام، لتحل محله ألوان طبيعة دافئة، من دون التخلي عن الأبيض.
وتُنبّه المهندسة إلى التفاصيل الصغيرة واللمسات الأخيرة التي تبرز جمال طاولة الطعام، مثل: الأزهار والمفارش التي تتوضع الأطباق (سوبلا)، فإذا كان سطح الطاولة من الرخام أو البورسلان المنقوش، يجب اختيار الأطباق سادة، بعيدًا عن تلك المزخرفة. أمّا إذا كان سطح الطاولة لا يحمل أي نقوش أو زخارف، يصح اختيار أواني الطاولة ذات الألوان والأشكال الزاهية.