تحت الأسقف، في غرف المنزل، تبدو أخرى مُعلقة تقوم بأدورا عدة، على رأسها تحقيق جمالية التصميم الداخلي، إضافة إلى الوظيفة التي قد تتراوح بين إخفاء العيوب أو التمديدات… تتطلب الأسطح المذكورة من المصمم الداخلي أن يركّز على التكامل في صنيعه، أي الأخذ في الاعتبار الجدران والأثاث والإضاءة أيضًا، مع الإشارة إلى أن الأسقف في المنزل “المودرن” تنحو إلى البساطة، بخلاف التصاميم الماضية المنقوشة التي تجعل الغرف “مكتظة” وضيقة.
أسقف “ثانوية”
بحسب مهندس التصميم الداخلي الفلسطيني عبد ربه بدر، فإن الأسقف تُمثّل جزءًا أساسيًّا من التصميم الداخلي، فهي تؤثر في الطابع العام للفراغات المعمارية، وتتطلب التنسيق مع العناصر الأخرى، كما جذب انتباه الناظر.
عن الأسقف المُعلّقة، يقول المهندس إنها “ثانوية، بمعنى أن الواحد منها يُعلق أسفل البلاطة الرئيسة الإنشائية”، مضيفًا أن “الأسقف المعلقة تعد من الوسائل المعمارية المستخدمة داخل الفراغات الداخلية، مهما كانت وظائفها. وهي تحمل حلولًا للمصمم الداخلي، وفق الآتي:
- تُخفي الأسقف المذكورة التمديدات الكهربائية أو الميكانيكية أو التكييف المركزي ووصلات الإطفاء والإنذارات المتعددة.
- تعالج مشكلة ارتفاع الأسقف الأساسية الخرسانية أو انخفاضها.
- تقوم بتوزع أجهزة الإنارة، بطريقة مدروسة.
- تقوم بوظيفة جمالية”.
أسقف معلقة من الجبس بورد
تدخل مواد عدة في صنع الأسقف المُعلقة، مثل: الجبس بورد أو الخشب الطبيعي أو الألمنيوم أو البلاستيك (بولي كلوريد الفينيل أو PVC اختصارًا) أو جبس باريس Plaster of Paris (POP اختصارًا)، وغيرها. لكن، يشرح المهندس أن “مادة الجبس بورد هي الأكثر شيوعًا في تصميم ديكورات الأسقف المعلقة، لأنها تضفي جمالية على المساحات الداخلية التي تحلّ فيها وفخامة، بالإضافة إلى الصفات المرغوبة للجبس، مثل: الليونة وسهولة التشكيل والتكلفة المقبولة والتعمير طويلًا، مقارنة بمواد أخرى”. ويزيد أن “ألواح الجبس متوافرة بأحجام كبيرة، كما تبرز عددًا قليلاً للغاية من خطوط الوصلات المرئية في الأسقف، مع عزل الصوت والحرارة”. ويفيد بأن “الجبس قابل للتشطيب بوساطة الطلاء المرغوب أو التصفيح أو التكسية بوساطة ورق الجدران” وينصح باختيار أي تدرج لوني فاتح، مثل: الأبيض أو البيج أو الرمادي الفاتح، لديكورات الأسقف، وذلك لأن الألوان الفاتحة لا تؤثر سلبًا في قوّة الإضاءة، سواء الطبيعيّة منها أو الصناعية.
ردًّا على سؤال حول الربط بين الطراز الكلاسيكي والأسقف المعلقة، يقول المهندس إن “تاريخ استخدام الأسقف المعلقة يرجع إلى بدايات محاولات البشر إيجاد مآوى من العوامل الخارجية. لهذا الغرض، هم وظفوا مواد بدائية من الطبيعة، مثل: البوص (نبات) أو الخشب أو الجلود، ثمّ تطور الوضع مع استخدام التكنولوجيا الحديثة، فهذه الأخيرة أوجدت مواد جديدة في هذا الإطار”. ويلفت إلى أن “فكرة ديكورات الأسقف ليست حديثة، بل هي عبارة عن فن قديم عرفته المعابد الرومانية والكنائس القديمة وقصور الأباطرة، وهو ازدهر أكثر في العصر الذهبي لأوروبا. تستخدم، في الوقت الحالي، الفكرة نفسها مع اختلافات بسيطة. بمعنى آخر، توظف مواد التكسية بطريقة أكثر بساطة حتى تضفي الأسقف الراحة على الفراغات، إلى جانب الفخامة”.
لكن، ما تقدم لا يعني أن مصممي المنازل ذات الديكورات “المودرن” والمعاصرة، يستبعدون الأسقف المعلقة، بل على العكس من ذلك. يوضح المهندس، في هذا الإطار، أن “الأسقف المعلقة ترتبط بتطور التكنولوجيا العائدة للأجهزة من إنارة وتكييف وستائر، وهذه الأخيرة تستدعي حجبها بوساطة تجاويف، لغرض تنميق الأسقف وإبعاد أي فوضى عنها عائدة إلى الأسلاك والتمديدات. لذا، تتميز ديكورات الأسقف المعلقة “المودرن” بخطوطها البسيطة والصريحة وتعبّر عن المثال القائل إن البساطة تصنع الجمال”. ويزيد أن “الأسقف المعلقة “المودرن” تعتمد على “الجبس بورد” في التنفيذ غالبًا، وهي بيضاء أو حيادية فاتحة لناحية اللون”، لافتًا إلى أن “الكرانيش لم تعد رائجة، بل هناك اهتمام عامّ في إغلاق السقف بشكل كامل أو بوساطة صناديق منخفضة قليلًا عن ذلك الأساسي، وفي مكان بعيد عن الجدران، لتوظيف الإنارة المخفية ومجرى الستائر، مع رواج فكرة جديدة تسمى بـ”زاوية الظل” تهدف إلى تحقيق ظلال جميلة بين الجبس والجدار. أضيفي إلى ذلك، تقوم الإضاءة بدور هام في إبراز جمالية الأسقف، باستخدام “السبوتات” و”التراك لايت” أو “المجرى المغناطيسي” المرنة من حيث المظهر والوظائف، فهي توفر إمكانية التحكم في اتجاه الضوء والتركيز على جزء معين في الغرفة”.
نصائح قبل اختيار الأسقف المعلقة
نصائح المهندس قبل اختيار الأسقف المعلقة:
- تحديد وظيفة الفراغ.
- التنسيق بين السقف المعلق والأثاث.
- الأخذ في الاعتبار أن استخدام السقف المعلق يقلل من ارتفاع السقف الأصلي.
- الملاءمة بين لون (أو ألوان) السقف في الغرفة وجدرانها، بصورة توحي بأن السقف أعلى مما هو عليه في الحقيقة.
- البعد عن الزخارف في تصميم الأسقف، والتي كانت تقدمها ألواح cnc.
- البعد عن الأسقف المعلقة التي تتخذ هيئة أي شكل من الأشكال الهندسية، فهي لم تعد رائجة.
- استبعاد الثريات عن أسقف المنزل “المودرن” الضيق، أمّا في حال المساحة الفسيحة العصرية المفتوحة جنباتها على بعضها البعض والمزودة بسقف معلق ومشغول بالجبس، فإن حضور الثريات محبّب.
- البعد عن المبالغة في توزيع الإضاءة بصورة عشوائيّة.
- الاستعانة بخدمات خبير، لأن عملية تركيب السقف تحتاج إلى مهارة ومراعاة للمساحات وميزان اعتدال السقف.