
كشفت مجموعة الأعمال للتعليم، وهي مؤسسة غير ربحية، تمثل ٢٧ مشغل للمدارس الخاصة والذي يقدمون خدمات تعليمية لـِ 53٪ من طلاب المدارس الخاصة في المدينة، عن التكلفة المطلوبة لتشغيل المدرسة الخاصة، التي بدورها تُحدد الرسوم الدراسية.
مع استمرار دبي في جذب المزيد من المقيمين الأجانب من مختلف الجنسيات، يتزايد الطلب على التعليم الخاص، ومع النمو المستمر في عدد الملتحقين الجدد الذين يبحثون عن تعليم عالي الجودة. أصبحت المدينة اليوم تضم 215 مدرسة خاصة تخدم 289019 طالباً من 185 جنسية. وتعليقاً على الموضوع، قال أميت كوثري، عضو اللجنة التنفيذية لمجموعة الأعمال للتعليم: “مع بداية العام الدراسي، من المهم جداً أن نرفع مستوى الوعي حول التكاليف التي تتكبدها المدارس الخاصة، وكيف تنعكس هذه التكاليف على تحديد الرسوم الدراسية. لقد اهتمتالمدارس الخاصة في دبي باستمرار على رفع مستوى المعايير التعليمية من خلال توفير مناهج عالية الجودة ومتنوعة لتناسب الاحتياجات المختلفة للمجتمع، والتكيف مع أحدث التقنيات والوسائل التعليمية”.
تكلف المدرسة الخاصة النموذجية في دبي ما بين 50 مليون إلى 350 مليون درهم إماراتي لتشييدها، وذلك اعتماداً على السعة الطلابية ومساحة البناء وجودته؛ هذا لا يشمل قيمة الأرض التي قد تكون تأجير أو تملك حر، ويتم تمويل المدارس الخاصة في دبي إما عن طريق الأسهم الخاصة أو صناديق الاستثمار العقارية أو صناديق الثروة السيادية/ المعاشات التقاعدية أو المكاتب العائلية، كما تسحب معظم المدارس قروضاً مصرفية لتكملة هيكل رأس المال الخاص بها، حتى تتمكن من الاستثمار مقدماً في الأرض والبناء والأثاث وتتأهب لتؤمن سعة كافية لمواكبة الطلب المتزايد على مقاعد المدارس الخاصة في المدينة. بدون الاستفادة من مصادر رأس المال هذه، لن تتمكن المدارس من توفير ما يكفيها من النقد لخدمة المجتمعات المختلفة التي تنتشر في جميع أنحاء المدينة. ويذكر أنه لا يحق للمدارس الخاصة في دبي الحصول على أي دعم، فهي تخضع لمعدلات السوق التجارية لجميع تكاليفها، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر تكاليف المصادر المختلفة لرأس المال المذكور أعلاه، وتكاليف اقتناء أو تشييد أو تأجير الأراضي والمباني، وتكاليف المرافق، المشاركة في تكاليف البنية التحتية العامة، والضرائب.
في حال لم تتمكن المدارس الخاصة من تحقيق عائداً معقولاً، فلن تستطيع أن تحقق شرط الاستدامة والاستمرار، مما يعيق قدرتها على إعادة الاستثمار من جديد بهدف التحسين المستمر المطلوب للحفاظ على المعايير العالية للنتائج التعليمية. تشتمل قاعدة التكلفة هذه على تكلفة الموظفين، الأكاديميين وغير الأكاديميين، والموارد الأكاديمية، والإيجار، والمرافق، والنفقات المتعلقة بالطلاب، والتسويق،وتطوير المناهج الدراسية، وصيانة المرافق.
يعتبر ذلك مكلفاً، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع الرسوم الدراسية الإجمالية للمدرسة الخاصة. ويأتي هذا الارتفاع بهدف تقديم نتائج تعليمية عالية الجودة وتحقيق توقعات أولياء الأمور. فيتوجب على المدارس توظيف أفضل المواهب والكوادر التعليمية والعمل على المحافظة عليها. وهذا يرفع من مستوى التنافس مع المدارس الدولية الأخرى في جميع أنحاء العالم. يمكننا القول إن دبي هي المدينة التي تقدم فرص التعليم الخاص الأكثر تنوعاً في العالم. بالإضافة إلى تكاليف التأشيرات والانتقال والتدريب والتطوير والإسكان. علاوة على ذلك، مع وجود ثقافات متعددة ومختلفة في دبي، من المهم للمدارس مراعاة العملاء من مختلف الجنسيات والخلفيات والتطلعات، والاستجابة لمجموعة متنوعة من المناهج عبر الفئات العمرية؛ الأمر الذي يتطلب مهارات محددة للغاية بين المعلمينليتمكنوا من إيصال الممارسات التربوية والتعليمية المناسبة.
مع استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لضريبة الشركات الجديدة التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2023، رحبت المدارس في دبي أيضاً بإدخال نظام ضريبي منظم. مع هذا، تتطلعالمدارس الخاصة إلى الدعم الذي تشتد الحاجة إليه من الهيئات العامة للنظر في تخفيض معقول للرسوم الحكومية على قطاع التعليم. يمكن أن يمتد التخفيف على بعض التكاليف الإدارية مثلتكاليف التأشيرة للمدرسين، والإيجارات المعدلة بالرسوم (أي أن المدارس ذات الرسوم المنخفضة ستدفع إيجارات أقل مما يؤمنمحفظة تعليمية متنوعة اقتصادياً في جميع أنحاء المدينة) أو التكاليف التفضيلية للمرافق للمؤسسات التعليمية. تتطلع المدارس في دبي جنباً إلى جنب مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، إلى تعزيز جهود التوطين والاعتراف بها وضمان استدامتها.
تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة باستمرار على بناء مستقبل تعليمي مستدام، وتظل المدارس الخاصة في دبي واحدة من أفضل أنظمة المدارس الخاصة في العالم. تهدف دبي إلى أن تكون رائدة في تنمية رأس مال مواردها البشرية، وأن تتطور إلى اقتصاد معرفي. حيث تعتبر المقارنة بين درجات الاختبارات الموحدة (مثل بيزا وتيمز) للمدارس الخاصة في دبي مقابل أقرانها في البلدان الأخرى دليلاً حقيقياً على أن المدارس الخاصة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها وتطلعاتها، ولكن يترتب على تقديم خدمات تعليمية متقدمة وعلى مستوٍ عالٍ تكاليف مرتفعة وهذه التكاليف يتحملها العميل.