في السابع عشر من فبراير 2024، انضمّ 20 طالبة من مدرسة خولة بنت ثعلبة للبنات، و26 طالباً من المدرسة الثانوية النموذجية للبنين في الشارقة إلى بطولة لعبة الكاروتا karuta)) كجزء من سلسلة الأنشطة الداعمة والمستمرة والتي ينظمها مركز اليابان للتعاون الدولي (JICE) للإسهام في التبادل الثقافي بين اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيز تعلم اللغة اليابانية لدى طلبة الإمارات.
وتوفر هذه المبادرة لطلاب المدارس الثانوية الذين يدرسون اللغة اليابانية فرصة فريدة للتعمق في الثقافة اليابانية والتواصل مع الطلاب اليابانيين من طوكيو وتعزيز فهمهم لليابان من خلال الحوار والتفاعل.
تضيف لعبة كاروتا، وهي لعبة ورق يابانية تحظى بشعبية كبيرة، عنصرًا من الإثارة إلى تعلم اللغة اليابانية من خلال تحدي مهارات القراءة والفهم لدى المشاركين. وتأتي هذه المبادرة بالانسجام مع أهداف وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى تنشئة مواطنين عالميين مطلعين على لغات وثقافات متنوعة، وتعزيز الاهتمام اللغوي والتحفيز بطريقة مبهجة وجذابة.
وفي عام 2020، تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية ومركز اليابان للتعاون الدولي (JICE) لتعزيز تعلم اللغة اليابانية في المدارس الثانوية العامة. بدأت في عام 2020، الفصول الدراسية لتعلّم اللغة اليابانية في المدارس الثانوية العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت إشراف المعلمين اليابانيين، وفي هذه الفصول لا يتعلّم الطلاب اللغة اليابانية فحسب، بل تتاح لهم أيضاً فرصة الاطّلاع على الثقافة اليابانية بجميع تفاصيلها.
حاليًا، تقوم مدرستان في الشارقة بتعليم اللغة اليابانية للطلاب في الصف التاسع والعاشر والثاني عشر، ويتشارك مركز اليابان للتعاون الدولي والمعلمون اليابانيون رؤيةً واحدةً وهي أن تعلّم اللغة اليابانية يمكن أن يكون أمراً ممتعًا للغاية.
وألقى سعادة جون إيمانيشي، قنصل عام اليابان في دبي والإمارات الشمالية، كلمة قبل البطولة قال فيها: “آمل أن يكون برنامج التبادل الثقافي هذا فرصةً ممتازة لتعزيز فهم الطلاب الشباب في الشارقة لزملائهم من طوكيو وكذلك تعزيز العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة واليابان”.
كانت بطولة الكاروتا حدثًا ديناميكيًا حيث لم ينمي الطلاب مهاراتهم اللغوية فحسب، بل وشاركوا أيضًا في أنشطة وتبادل ثقافي ممتع مع الطلاب اليابانيين. وإلى جانب البطولة، أتيحت الفرصة لطلاب الشارقة والطلاب من طوكيو للمشاركة في عروض تقديمية حول القضايا البيئية، وأهمية التفاهم المتبادل بين البلدين.
لم يتوقف الانغماس الثقافي عند هذا الحد، فقد تم تقديم الأطعمة اليابانية والإماراتية بعد البطولة، وفرت للطلاب تجربة طهي فريدة من نوعها عززت من تفاعل الطلاب مع بعضهم عبر استخدام اللغة اليابانية في بيئة مريحة وممتعة.
وأكد هوزومي تاغيجاوا، مدرس اللغة اليابانية في المدرسة الثانوية النموذجية للبنين، على أهمية التأثير الإيجابي للأنشطة التفاعلية على الطلاب الإماراتيين واليابانيين. وقال: “لقد كانت فرصة عظيمة لجميع الطلاب. آمل أن يستمر المشروع في المستقبل”.
وقال السيد مازن محمد، طالب الصف الحادي عشر بالمدرسة الثانوية النموذجية للبنين: “كان الحدث ساحراً حقاً، حيث شارك الجميع في البطولة والأنشطة ببهجة. وما جعل المناسبة أكثر تميزاً هو دورها كملتقى للثقافات المتنوعة. نحن نطمح لاستضافة فعاليات مماثلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث حظينا اليوم بشرف التعمق في النسيج الغني لليابان. ومن اللافت للنظر حقًا أنهم سافروا على طول الطريق من اليابان إلى الإمارات لمشاركة أفكارهم في عروضهم التقديمية التي عززت هذه التجربة الثقافية العابرة للحدود والتي توحدنا في الاحتفال بالمعرفة المشتركة والثراء الثقافي.
في حين قالت السيدة مو هيروس، معلمة اللغة اليابانية في مدرسة خولة بنت ثعلبة للبنات، قالت: “لقد كانت تجربة قيمة ومرضية للغاية لطلابي استضافة هذا الحدث باستخدام اللغة اليابانية والتفاعل مع الطلاب اليابانيين. كان لهذا تأثير إيجابي هائل على طلابنا لتعلم المزيد من اللغة اليابانية. بالإضافة إلى تحفيز الطلاب الذين سيبدؤون دورات اللغة اليابانية في الصف التاسع في غضون سنوات قليلة.”
وتعليقًا على هذا الحدث، توقع توكويا كاناموري، المدير العام لمكتب مركز اليابان للتعاون الدولي (JICE) في أبو ظبي، تنظيم المزيد من الأنشطة المماثلة في المستقبل، حيث قال: “لقد كانت بطولة الكاروتا مثالاً رائعًا على قوة تعلم اللغة في توسيع الآفاق وغرس الشعور بالمرح في التعليم. آمل أن يتبع هذا الحدث العديد من الأحداث المماثلة، ونرى المزيد من الطلاب يتفاعلون بحماس مع اللغة والثقافة اليابانية.