بقلم : رباب عبيد
يفوز المرشح ” جو يدن” في الانتخابات الأمريكية 2020، والتي بدأت حملاتها الانتخابية بسباقات مليئة بالانتقادات السياسية حول منهجية الديمقراطيين والجمهوريين بين المرشحين “دونالد ترامب” والمرشح الجديد الرئيس ” جو بايدن” ، وتحتدم سباقات الفوز بمقاعد مجلس الشيوخ والنواب ، فقد أعلنت السيناتور “نانسي بيلوسي” احتفاظ الديمقراطيين بمقاعدهم في مجلس النواب ، ومازالت الانتخابات على أوجها في مجلس الشيوخ بين الديمقراطيين والجمهوريين والحظ سيحالف الديمقراطيين بكل تأكيد .
وتشهد الولايات المتحدة في نوفمبر الحالي 2020 انتخابات الرئاسة الأمريكية ، ولعلها اختلفت بمشهد انتخابيّ وطني أمريكيّ حمل الانقسام الكبير بين الشعب الأمريكي حول المرشحيّن ، في ظلّ احتجاجات وأحداث شغب وأعمال عنف متوقعة حول نتائج فرز الأصوات ، يذكر أن الولايات المتحدة تشهد اقتراع من نوع أخر ألا وهو الاقتراع الإلكتروني مما شكك فيه الرئيس ” ترامب” بأن فرز الأصوات ليست نزيهة ، مهدّداً بالذهاب للمقاضاة حول ذلك والطعن في نتائج الإنتخابات في حال فاز المرشح الأمريكي الرئيس الجديد ” جوبايدن” .
يفوز الرئيس الجديد ” جو بايدن ” برئاسة الولايات المتحدة ، ويجلس في البيت الأبيض في يناير القادم، لتكمل بذلك واشنطن مرحلة مهمة قادمة تتطلب إعادة التوازنات بين أمريكا والعالم العربي والإسلامي ، للمضي وفق الأهداف الإستراتيجية الأمريكية المحددة لها في العالم ،وكان الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” قد أحدث فارقاً في بصمته السياسية التي اتبعها مع الحلفاء والأصدقاء في الشرق الأوسط ، تمثلت بالشفافية في العدائية السياسية ، وكانت أشبه بقطع مسافة المليون ميل في دقائق ، وفق رؤية تحليلية سابق بها “ترامب” الزمن لتصبح بصمته صفقات اقتصادية خالية من الدبلوماسية السياسية .
جاءت بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل متخطياً بذلك رؤية الولايات المتحدة بحلّ الدولتين العادل وفق الأسس الدولية ، متخطياً أيضا رؤية الولايات المتحدة التي كانت تحمل توازنات سياسية في المنطقة كشرطي لحقوق الإنسان ، ولتكشف توجهات ” ترامب ” بشكل واضح حول مفهوم وآلية ” تحقيق السلام في الشرق الأوسط “، فكانت أهداف الرئيس الأمريكي “ترامب” واضحة نحو الملفات الساخنة التي ركّز عليها خلال رئاسته المنتهية ، ألا وهي النفط العربي ، الحدود المائية، الأسلحة الأمريكية في المنطقة العربية (سياسة التسليح)، التطبيع مع إسرائيل، والدواء الأمريكي ضد فايروس كورونا (كوفيد -19) القادم ، ورغبات أمريكية بإعادة أنظمة غيبتها السياسة الأمريكية تحت شعار ” الفوضى الخلاقة ” في الشرق الأوسط منذ حرب الخليج والى الآن ، تمثلت في ما عرف بالثورات العربية ، والملف النووي الإيراني ومسار رفع العقوبات عنها ، والتدخل التركي في البلاد العربية .
وعلى المستوى الداخل الأمريكي طغت ” عنصرية “دونالد ترامب ” في كيفية التعامل مع الأمريكيين السود، وفشله في مجابهة فايروس كورونا – فخسرت الولايات المتحدة ملايين البشر ، مما أكد على فشل المنظومات الإصلاحية الوطنية، ومنها المنظومة الصحية الأمريكية و الرعاية السكنية وانتشار (homeless– بشكل كبير ، الشرطة الأمريكية وغياب حقوق الإنسان ، مما يشير إلى بوادر عنف بين الأمريكيين نصرةً للرئيس ترامب .
إن فوز ” جو بايدن ” بانتخابات الولايات المتحدة الأمريكية ، ما هي إلا امتداد للإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ، لن تضيف إلى تاريخ المنطقة إلا صعوداً أو هبوطاً لمخططات (الجيوبوليتيك) الأمريكية ، ويكون الفارق في دبلوماسية رجل البيت الأبيض ” جوبايدن” المختلفة مع الحلفاء ، في مقابل ما أفرزته سياسة ” ترامب ” بالحرب الباردة مع الإخطبوط الاقتصادي الشيوعي ” الصين ” القطب العالمي الجديد ، الذي سينازع الولايات المتحدة على آحادية القطبية السياسية في العالم الجديد .
ملفات كثيرة تتنظر إعادة التوازن في العلاقات الخارجية الأمريكية في العالم، ومنها إعادة المصداقية مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا ، وتلك الإستراتيجية ستلقي بظلالها على مصير انتخابات حكومات بعض الدول العربية وملائمتها وتوجهات الدبلوماسية الأمريكية الجديدة ، مما يشير إلى أن هناك ما ينتظره الكثير من ” جو بايدن لإعادة الدبلوماسية الأمريكية المعهودة مع الحلفاء والأصدقاء ، لتؤطر السياسة الخارجية الأمريكية بما يتوافق والمتغيرات الجديدة في العالم .