بقلم / رباب عبيد
وعاد علينا عامُ جديد من أيام اليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 من مايو 2021 تحت شعار ” المعلومات كمنفعة عامة” ويعني الشعار لي وللكثير من العقول النظيفة والنزيهة في مجال العمل الصحفي والإعلامي حول العالم ، واستذكاراً وإجلالاً لكل من فقد حياته أو عمله أو رزقه في هذا الحقل بسبب التنظير للواقع الحقيقي سواء نقل الخبر بالدقة المطلوبة أو المطالبة بذلك.
في عالمنا العربي والإسلامي .. يلعب الإعلام دوراً كبيراً في تعبئة الشارع وتكوين الرأي وتحويل الخبر إلى قضية وظاهرة بين التأييد والرفض بل ويؤثر على الكيانات السياسية والاقتصادية وتشكيل المعارضة .. وتلويث الديمقراطيات أيضاً في الأوطان .. وهكذا فأن اعتبار المعلومة منفعة عامة للأوطان والدول والعالم لابد أن تكون مصحوبة بصفاتها وسماتها ، وأولوها أن تكون المعلومة التي تخرج من صحفي احترافي مهني صاحب خبرة وقراءات مستفيضة للمشاهد والأخبار ، وأن لا تكون قابلة للقمع .. أي بمعنى انتقاء الإبداع في أسلوب إيصال المنفعة من المعلومة الصحفية ولا لتجيش الرأي العام لهدم الأوطان بل يجب أن تصاحبها التوصيات من وجهة نظر الصحفي ، وليس التجرؤ بالمساس بالقيادات دون البرهان والدليل على الفساد ، بل المعلومة والبرهان هو الحل لضرورة الحديث عن ما نقل من أخبار قد تكوّن ذات تأثير على الرأي الحقيقي للشارع فلا للترهيب ولا للترغيب ولا للإشاعة ولكن الاحترافية بنقل الصورة الكاملة للخبر والمشهد بلا خدش ولا استحياء ، ولا للصحافة الركيكة التي تتاجر بمستقبل الوطن والمواطن .
وفي هذا اليوم الدولي فأنني كصحفية وكاتبة في الشأن الإنساني والثقافي وغالباً منظرّة في المشهد السياسي ، أطالب بمزيد من الحريات للصحفيين والصحفيات وتشكيل النقابات العالمية للدفاع عنهم إلى جانب النصح بحرية الكلمة التي يجب أن تنقل بإبداع إنساني وآفق واسع لأن هناك من العامة ينخرطون بسذاجة وراء الحشود ولا يعلمون المغزي من احتشاد الحشود ورفع اللافتات أحيانا ، فعلى قاعدة .. ” حط راسك بين الروس وقول ياقطاعين الروس” مقولة أكل الزمان وشرب ولا عزاء للجاهلين في هذا العصر المتفجر بالثورة التكنولوجية.
ومع الانفتاح على العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي استطعنا كصحفيين أن نستخلص من المتابعات والاستبيانات مدى تأثير الإعلام ألأخباري على وسائل التواصل الاجتماعي كمؤثر على المكونات الإنسانية في الداخل والخارج ، فمعلومات مغلوطة تدمر حياة الإنسان معنوياً وتشلّه مادياً وتسقطه من حسابات التنمية المستدامة في وطنه ، وعليه .. نريد فضاءً صحفياً له متسعاً ومزيداً من الدعم و من الرقابة و الدفاع القانوني والإنساني عن ناقلي الحقائق من أرض الواقع ، ويجب احترام مصير الصحفيين الذين هم بالنهاية البشر الذين يسهرون على تقديم المعلومة للمجتمع، سواء كانوا مفقودين أو مسجونين ، # فحرية الصحافة تكون بـ # لا للقمع # لا لتلويث الديمقراطيات، # الصحفي إنسان وكل التقدير والإجلال لرواد الصحافة العربية في عالمنا العربي ولكل من علمني أبجديات الصحافة .