بات هذا المشهد، وهذه الصورة التي نشرتها وكالة “رويترز” متكررة في غزة، أب يحمل جثمان فلذة كبده، ويبكي بحرقة، في الوقت الذي منح العالم ضميره الإنساني إجازة مفتوحة، كما منح إسرائيل شيكًا على بياض لاستكمال ممارساتها الوحشية ضد سكان القطاع، وذبح المدنيين الأبرياء أمام مرأى ومسمع الجميع.
“لا أرى لا أسمع لا أتكلم”.. ذلك الثالوث الذي يجيد العالم ممارسته حينما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، فدماؤهم لا تحرك إنسانيتهم ساكنًا، وأرواحهم البريئة التي أزهقها الاحتلال لا تعنيهم في شيء.
كما أن نظرات هذا الأب المكلوم لجثمان ابنه، وما يشعر به من ألم ووجع يخاطب ضمير العالم الصامت، لكنه لا يلامس قلوبهم، ولا يشعرون بتعاطف نحوه؛ ليكتب ذلك شهادة سقوط نهائي لإنسانيتهم المزعومة.
وتخبرنا الأرقام المفزعة إنه منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملياته الوحشية الانتقامية، فقد سقط في غزة 8525 شخصًا حتى الآن، بينهم 3542 طفلاً، وفقًا لما تورده السلطات الصحية في القطاع.