راندا جرجس
عند النظر إلى أشجار «أوكالبتوس» يهيئ للناظر أنها مدهونة بألوان من الطلاء الصناعي، لكن يجد أنه أمام أحد عجائب الطبيعة الرائعة التي تكتسي بألوان الطبيعة المبهجة، وتُصنف هذه الأشجار ضمن أنواع شجر الكافور، وجذعها ليس بنياً مثل بقية الأشجار، لكن فيه ألوان ظاهرة «قوس قزح» الطبيعية، وتُزرع بشكل أساسي لإنتاج الخشب، ثم يستخدم اللحاء لغرض وحيد هو صناعة الورق.
وتجد شجرة قوس قزح في أماكن متفرقة في العالم، وموطنها الطبيعي في المناطق ذات المناخ الاستوائي، حيث تنمو في منطقة كيلوا بجزيرة هاواي الأمريكية، وتوجد في غينيا الجديدة في شمال أستراليا، وفي الفلبين وإندونيسيا.
وتقف هذه الأشجار الضخمة في الغابات معجزةً طبيعية، وهي نبات طويل القامة، وتعد النوع الوحيد من «الأوكالبتوس» الذي ينمو بشكل طبيعي، ويتخذ جذع الشجرة متعدد الألوان، ظلالاً رائعة من الأصفر والأخضر والبرتقالي والأرجواني، حتى يصل إلى الظل الأزرق، ويرجع ذلك إلى أن تقشير اللحاء، عند فصله، ليترك مساحة لما يليه ويتغير لحاؤها، ومن أجل ذلك تظهر بألوان جميلة وجذابة.
ويصل ارتفاع أشجار «أوكالبتوس» إلى 70 متراً وقطر يزيد على 2 متر في مرحلة النضوج، ما يحافظ على الحياة النباتية على مدار السنة، تصل إلى أقصى درجاتها خلال فترة الإزهار، وتغطي نفسها بأزهار بيضاء رائعة وناعمة، وهي ظاهرة تحدث على مر السنين وتمنح هذه الأشجار مظهر عمل فنياً حقيقياً.