أجرى فريق من الباحثين تجربة لمعرفة لماذا يبدو لنا أن الزمن يتسارع مع التقدم في السن، وتم نشر نتائج الدراسة في مجلة Nature Human Behavior.
فلماذا يبدو لنا في مرحلة الطفولة أن الزمن يجري ببطء، وأن العطلة الصيفية قصيرة، ولكن كلما تقدمنا في السن مرّت الأيام والشهور بشكل أسرع؟
هناك العديد من الإجابات المثيرة للاهتمام على هذا السؤال، وبحسب الدراسة الجديدة فإن سبب ذلك هو فقدان القدرة على التعجّب، وعندما نقول إن كل شيء مألوف بالنسبة لنا، وإننا قد رأينا كل شيء بالفعل، والروتين موجود في كل مكان يتفاعل الدماغ مع ذلك بالطريقة نفسها تمامًا.
وقام فريق من الباحثين بإجراء تجربة تبدو بسيطة للغاية، حيث عرضوا على مجموعة من الأشخاص صورة لفترة جزء من الثانية، ووضعوهم غرفة مظلمة وسلطوا ومضة ضوء على الصورة، وتكررت مدة الوميض، لكن لم يتم إخبار الناس بذلك، ثم طُلب منهم الإبلاغ عن الصور التي عرضوها لفترة طويلة، وأيها لفترة وجيزة في رأيهم، فاتضح أنه كلما كانت الصورة أكثر تعقيدًا وأكثر إثارةً للاهتمام وأكثر إشراقًا بدا أن عرضها استغرق فترة أطول.
والدماغ هو الذي يعمل بهذه الطريقة، فإذا اعتقد الدماغ أنه لا يوجد شيء للنظر فيه، وكل شيء عادي ومفهوم، فيبدو له أن الصورة تومض وتذهب فورًا، ولكن، إذا اهتم الدماغ وبدأ في التعمق فيها، فإنه يشغّل معالجات قوية داخله ويستهلك المزيد من القوة والطاقة من أجل الفهم والإدراك، وهذا ما نعتبره “وقتًا طويلًا”، ونحن لا نشعر بشكل مباشر كيف يستهلك الدماغ الطاقة لأنه ليس عضلة، ومع ذلك، فإننا نشعر بذلك بشكل غير مباشر، أي من خلال الإحساس الذاتي بالوقت.
ويبدو أن هذا هو الحل المنطقي لمفارقة الزمن، ففي مرحلة الطفولة يبدو كل شيء غير مفهوم وغير معروف، ويتطلب كل حدث دراسة متأنية، ونتيجة لذلك، يتدفق الوقت الذاتي بشكل أبطأ، وفق ما نقلت “روسيا اليوم”.
ومع النضوج في السن فإن الدماغ يتجاهل ببساطة التفاصيل والمواقف؛ لأنه “لا يوجد شيء جديد هنا”، فيبدو أن الوقت يمر بسرعة البرق.
بالفعل، هل لاحظتَ أنه إذا ذهبتَ إلى مدينة غير مألوفة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، فيبدو أن يومين قد داما طويلًا، وأنت مرتاح جدًا، كما لو أنك لم تعمل لمدة عام، ولكن إذا بقيت في المنزل، فلن تلاحظ حتى عطلة نهاية الأسبوع؟