تعد منطقة الأمازون موطناً لأكبر قدر من التنوع البيولوجي، وتمثل قنبلة موقوتة لظهور الأمراض التي يحتمل أن تكون وبائية، وذلك لأن التدهور البيئي وتغير المناظر الطبيعية عاملان مهمان في هذه العملية، والتي تتفاقم خلال فترات الجفاف الشديد، بجانب أن 90% من المساحة المتضررة بشكل مباشر تتكون من غابات لم تمسها يد الإنسان.وثبت أن الارتباط بين العمل البشري في منطقة الأمازون، وتغير المناخ، والهجرة غير المنظمة والتنمية الاجتماعية غير المستقرة ينشئ بيئة مواتية لظهور الأمراض وعودة ظهورها.
يمكن أن تحدث هذه العملية بطرق مختلفة، ويمكن أن يؤدي تدهور المناطق المحمية وتحويل الأنهار والجفاف الشديد، على سبيل المثال، إلى نقص المياه والغذاء، وهذا يشكل تهديداً مباشراً بسوء التغذية، مما يؤثر في صحة السكان المحليين ويجعلهم أكثر عرضة للأمراض المعروفة. كما يؤدي نقص المياه النظيفة وسوء النظافة في ظروف الجفاف إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق المياه والأغذية الملوثة، مثل الكوليرا والتهاب الكبد، والفيروسات التي تسبب الإسهال الشديد، مثل فيروس الروتا. ويعد الاحتباس الحراري أيضاً عاملاً حاسماً في هذه العملية، مما يسمح بزيادة وجود البعوض الذي ينقل الأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك. ويؤدي نشاط التعدين إلى زيادة عدد السكان في المناطق النائية، مما يسهل انتشار الملاريا.
أخطار جديدة
تمثل الأمراض الحيوانية المنشأ «التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر» مشكلة، في حين أن بعض مسببات الأمراض «العوامل المسببة للأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا» قادرة على إصابة نوع واحد أو عدد قليل من الأنواع المضيفة، فإن البعض الآخر أكثر عمومية ويمكن، إذا كان هناك اتصال وفرصة، إصابة مجموعة واسعة من الحيوانات. ويحدث هذا النوع من «القفز» من مضيف إلى آخر باستمرار بين الحيوانات في بيئتها الطبيعية، على سبيل المثال من الخفافيش إلى الرئيسيات غير البشرية، والقوارض الصغيرة والثدييات الأخرى. ومع ذلك، عادة ما يكون هناك توازن في تداول هذه العوامل.
ولكن عندما يتم تدمير الموائل، تهاجر الأنواع المحلية إلى مناطق محمية أكثر بحثاً عن الغذاء والمأوى. وهذا يمكن أن يقودها إلى مناطق قريبة من المستوطنات البشرية، ويسهل الاتصال بين الحيوانات البرية والبشر.