
عاد النجاح العالمي للمسلسل الكوري الجنوبي «لعبة الحبار» بالخير على اثنين من صغار تجار سيئول، إذ يقبل محبو هذا العمل على منصتهم المتواضعة لشراء حلوى «دالغونا» التي اكتسبت شهرة واسعة، نظراً إلى كونها محور التحدي الذي ينبغي خوضه في إحدى الحلقات التسع.
هذه الحلوى التي ارتبطت طويلاً بالفقر المدقع الذي أعقب فترة ما بعد الحرب، شهدت حياة جديدة منذ إصدار نتفليكس مسلسلها «سكويد غايم».
ويعرض المسلسل شخصيات من الفئات الأكثر تهميشاً في كوريا الجنوبية يشاركون في ألعاب أطفال تقليدية للفوز بـ45,6 مليار وون (38,5 مليون دولار).
وفي إحدى المواجهات، يجب على المتسابقين أن يقطّعوا في هذا النوع من السكاكر المقرمشة أشكالا، بينها خصوصاً شكلا نجمة ومظلة. ومن يفشل في المهمة يكون مصيره الإعدام فوراً.
وقد استوحيت لعبة الحياة والموت هذه من قصة المخرج هوانغ دونغ-هيوك، الذي نشأ في سيئول في السبعينيات.
وفي ذلك الوقت، كان الأطفال الذين ينجحون في تقطيع أشكال يحصلون على حلوى دالغونا مجاناً.
وللفوز، كان هوانغ يظهر إبداعاً كبيراً، إذ لم يكن يتوانى عن لعق الحلوى لسحب الشكل المطلوب منها أو استخدام إبرة ساخنة.
وفي المسلسل، تعيد الشخصيات إنتاج هذه التقنيات المختلفة.
وقال المخرج في مقطع فيديو نُشر أخيراً على «يوتيوب» إنه “سيكون صانع الدالغونا مشككاً عندما يراني أنجح في صنع الشكل الأصعب، أي شكل المظلة”.
ظهرت الدالغونا لأول مرة في ستينيات القرن العشرين، في فترة كانت كوريا الجنوبية تعاني الفقر بعد الحرب. وكانت الحلويات، مثل المثلجات أو الشوكولاتة، نادرة وتباع بأسعار باهظة.
وكان هذا النوع من الحلويات الشديدة الحلاوة التي يضاف إليها بعض المكسرات والمرارة، شائعا للغاية، وقد أقام باعة كثر أكشاكهم قرب المدارس.
وقرر ليم وجونغ بدء هذا العمل بعد إغلاق معمل الخياطة الخاص بهما خلال الأزمة المالية الآسيوية عام 1997.
ويشكل مسلسل «سكويد غايم» أحدث مظاهر تأثير كوريا الجنوبية المتزايد على المشهد الثقافي العالمي، بعد فرقة البوب «بي تي اس» الرائجة عالمياً، وفيلم «باراسايت» الذي فاز بجوائز عالمية عدة وكان أول فيلم بغير الإنجليزية يحصد أوسكار أفضل فيلم.