يطلّ مجسّم لبرج إيفل في الأفق، فيخال الواحد نفسه في باريس وهو يتنزّه في حيّ تياندوشنغ في مدينة هانغجو الصينية التي تستضيف حوالى 12 ألف رياضي يشاركون في دورة الألعاب الآسيوية.
ويعكس هذا الحي السكني في هانغجو الذي شيّد في العقد الأول من الألفية الجديدة، ولع الصينيين في مطلع القرن بكل ما هو أجنبي، ولو أن المجسم شيّد بثلث حجم البرج الأصلي.
وترتفع في المدينة مبان سكنية من الطراز الباريسي، يزيّن شرفاتها درابزين من الحديد المزخرف وتعلوها سطوح منحنية.
يتوقف متقاعدون على الجادة لتأمل المشهد الممتدّ أمامهم تحت سماء رماديّة، أو يجلسون عند نافورة ترتفع حولها تماثيل أحصنة تذكّر بحديقة لوكسمبورغ.
وقدّم تياندوشنغ عند إنشائه على أنه حيّ فخم وموقع لتنظيم مهرجانات ثقافية فرنسية، غير أن العديد من متاجره وشققه بقيت فارغة على مدى سنوات، قبل أن تجتذب جادته المحاطة بالأشجار والنباتات أعداداً من الزبائن مع ازدهار القطاع التكنولوجي في هانغجو.
وليس برج إيفل سوى واحد من المجسمات الكثيرة لتحف معماريّة غربية منتشرة في الصين، في وقت كان مطورو العقارات يستمدون إلهامهم من أوروبا وأمريكا الشمالية، ومنها حي «ثايمز تاون» الشبيه بالأسلوب المعماري البريطاني في شانغهاي، وحي على طراز مدينة إنترلاكن السويسرية في وسط شينجين التكنولوجي.
وفي جوجون عند أطراف بكين، أضفت بيوت فسيحة مشيّدة على طراز أمريكا الشمالية مسحة من جنوب كاليفورنيا على العاصمة الصينية.