على خطى رحلات الأجداد، وبوحي من خبراتهم في الحياة، وفي التعامل برفق مع الجِمال التي استعانوا بها في السفر والتجارة والتنقل، لا تزال الصورة حاضرة في أذهان من عاصروا إعداد البعير للسير، لأنهم جربوا شد الأحمال وشدو الألحان، ووضعوا في زمن مضى ما يلزم على ظهر الراحلة ليسهل ركوبها.
ومن البيئة الجبلية التي اعتنى “معهد الشارقة للتراث” بتقديم معالمها خلال “أيام الشارقة التراثية” في دورتها الـ 18، يمكن للزائر الانطلاق بخياله في رحلة على ظهر الجمل، أو يمكنه شد الأحمال استعداداً للانطلاق، نحو وجهة الزمن الذي تعلم فيه السابقون كيفية العناية برواحلهم أثناء السفر وعند حمل بضائعهم وأشيائهم.
يجلس عبدالله علي راشد الظهوري مستعداً للشرح لكل من يسأل عن وظيفة كل حبل أو قطعة من الأدوات التي توضع على ظهر البعير قبل الانطلاق. يحكي بتمهل عن نوعين من “شداد” البعير، المستعمل للحمولة والمستعمل للركوب.
الأول شداد الحمولة الذي يتكون من أربع ظلف خشبية ومصالب من الخشب أيضاً وحبل الـ “وسر” و”بدود” من ليف النخل، ثم يوضع “بطان” ليتدلى على يمين الجمل ويساره، بعد ذلك يوضع “المحوي” فوق ظهر الجمل ويربط بالحبل. وهناك نوعان من المحوي، واحد يوضع عندما يكون الغرض تجهيز الجمل لحمل أشياء، والثاني يوضع بدلاً عن الأول إذا كان الهدف ركوب الجمل.
ويختلف شداد ركوب الجمل عن شداد الحمولة في كثير من التفاصيل والخامات، سواء الحبال المستخدمة أو خامة “المحوي” الذي يجلس عليه راكب الجمل، حيث يكون أكثر نعومة من محوي الحمولة، إلى جانب الإضافات التي توضع على الشداد، وتختلف في حال كان الراكب رجلاً أو أنثى بزيادة في طول القطعة المنسوجة التي توضع على المحوي.