يقول أخصائيو التغذية إن السموم، التي قد تكون موجودة في القهوة هي السموم الفطرية، وبقايا المبيدات الحشرية. النوع الأول عبارة عن سموم تنتجها الفطريات أو العفن، بينما الثاني يُستخدم للمساعدة على تجنب أمراض نباتات القهوة، ومكافحة الآفات. لذا، يمكن العثور على بقاياها في القهوة المطحونة، أو حبوب البن الكاملة.
وتبين أن التعرض العالي للسموم الفطرية يمكن أن يؤدي، في نهاية المطاف، إلى الإصابة بالسرطان، وأن يضر بوظيفة المناعة بشكلٍ عام، إذ تظهر أبحاث عدة أن مستويات منخفضة من السموم الفطرية موجودة في أكثر من 50% من أنواع القهوة المتوفرة في السوق.
ويعتبر الأطباء أن هذه السموم تكون سامة فقط عند وجودها بكمية معينة، لذا يجب على العلامات التجارية اختبارها قبل التوزيع والتغليف.
ومع ذلك، يعتبر الأطباء أن القهوة غنية بمضادات الأكسدة، ما يساعد على حماية الجسم من الإجهاد التأكسدي، والأضرار الأخرى الناجمة عن هذه السموم.
ما المقصود بـ«القهوة النظيفة»؟
معنى ذلك أن القهوة خالية من المبيدات الحشرية، والمعادن الثقيلة، والسموم الفطرية، إذ إن هذه الشوائب الثلاثة هي الأكثر شيوعاً ووجوداً في القهوة.
وعادة، يقوم المزارعون بجمع حبوب القهوة، ثم فرزها يدوياً، بالإضافة إلى غسلها بالكامل، وهذا يقلل خطر السموم.
كما أن الشركات التي تحاول جعل قهوتها نظيفة، تعتمد على استيراد حبوب القهوة من المزارعين، الذين يتبعون مبادئ تحالف الغابات المطيرة، في ما يتعلق باحترام التنوع البيولوجي للطبيعة، ما يقلل بشكل كبير خطر وجود المبيدات الحشرية في حبوب القهوة، وكذلك لا يستخدمون الأسمدة الفوسفاتية، والمواد الصلبة الحيوية، التي يمكن أن تزيد نسبة المعادن الثقيلة في تلك الحبوب.
كيف نحصل على «القهوة النظيفة»؟
يوصي الخبراء بإيجاد علامات تجارية، تستخدم حبوب القهوة المزروعة على ارتفاعات تزيد عن 4000 قدم، حيث إن تلك المناطق أقل رطوبة، وأقل عرضة لنمو الفطريات والعفن.
ومن أجل تجنب التعرض العالي للسموم الفطرية، من المهم استهلاك القهوة بكميات معتدلة، وتخزينها بشكلٍ صحيح في أوعية محكمة الإغلاق، وفحص بقايا القهوة وحبوبها بانتظام، لا سيما إذا لم يتم استخدامها يومياً.
ومن المهم، أيضاً، أن تكون القهوة مزروعة عضوياً، أي تتم زراعتها بالطرق اليدوية، في أرض نظيفة وغير ملوثة بالمواد الكيميائية.
كما تتطلب القهوة النظيفة أن يتبع الإنتاج عملية مغلقة: أولاً: مباشرة من مرحلة الزراعة بالتقنيات المناسبة للتربة والمناخ. ثانياً: الرعاية اللازمة لضمان السلامة؛ بحيث تكون الشجرة خالية من الآفات والأمراض، بأقل قدر ممكن من المخاطر. وأخيراً: يجب قطف الثمار الناضجة بشكل صحيح وكافٍ عند الحصاد.