ولكن السؤال هنا، كيف يمكن معرفة ما إذا كانت عاداتكِ تدفعكِ نحو النجاح أم أنها تبقيكِ في عالم مريح متوسط؟ للإجابة على هذا السؤال، جمعنا قائمة من بعض العادات الصغيرة التي غالباً ما تفصل بين المتفوقين عن الأشخاص العاديين.
الاستيقاظ المبكر
هل سمعتِ يوماً بمقولة «الطائر المبكر يصطاد الدودة»؟ هذا بالضبط ما يحدث، إذ إن الأفراد الناجحين يدركون أهمية البداية الجيدة، وغالباً ما يكون لديهم عادة الاستيقاظ مبكراً، حيث يتيح لهم ذلك الحصول على السبق في يومهم، مما يوفر لهم إحساساً بالتحكم والإنجاز.
ويشير علم النفس إلى أن قوة إرادتنا تكون أقوى في الصباح، مما يجعله الوقت المثالي للتعامل مع أهم مهامنا.
وأولئك الناجحون حقًا يغتنمون هذه الساعة الذهبية لممارسة الرياضة أو التأمل أو التخطيط ليومهم أو المشاركة في أنشطة أخرى تعزز إنتاجيتهم ورفاهيتهم، أي يتعلق الأمر ببدء يومهم بنية وهدف.
التعلم المستمر
في سباق النجاح، خط النهاية يتحرك باستمرار، ولذا في حين أن الأشخاص العاديين قد يعتبرون أن تعليمهم قد انتهى في اللحظة التي يغادرون فيها المدرسة أو الجامعة، فإن الأفراد الناجحين يدركون أن التعلم هو رحلة تستمر مدى الحياة.
ويظهر علم النفس أن عقلية النمو، أي الاعتقاد بأن قدراتنا يمكن تطويرها من خلال التفاني والعمل الجاد، هي سمة أساسية للأشخاص الناجحين، إذ إنهم يبحثون باستمرار عن المعرفة والمهارات والخبرات الجديدة التي يمكن أن تساعدهم على النمو على المستوى الشخصي والمهني، كما أنهم قراء نهمون، ومستكشفون فضوليون، أي أنهم طلاب مدى الحياة.
احتضان الفشل
قد يبدو النجاح والفشل متضادين، لكن في الواقع هما وجهان لعملة واحدة، وفي حين أن الأشخاص العاديين قد يتجنبون المخاطرة أو ارتكاب الأخطاء بأي ثمن، فإن الأفراد الناجحين ينظرون إلى الفشل في ضوء مختلف، حيث تشير الأبحاث النفسية إلى أن عقليتنا تجاه الفشل تلعب دوراً حاسماً في نجاحنا الشامل، إذ إن أولئك الذين يرون الفشل كفرصة للتعلم والنمو هم أكثر عرضة لتحقيق أهدافهم من أولئك الذين يخشونه.
والأشخاص الناجحون لا يتسامحون مع الفشل ويتبنونه، حيث إنهم يفهمون أن كل نكسة هي نقطة انطلاق نحو النجاح، وكل خطأ هو درس تعلمته.
العلاقات والشبكات الاجتماعية
نادراً ما يحدث النجاح بمعزل عن الآخرين، وفي حين أن الأشخاص العاديين قد يلتزمون بمنطقة راحتهم ودوائرهم المألوفة، فإن الأشخاص الناجحين يدركون أهمية بناء شبكة متنوعة، و يستثمرون الوقت في تنمية هذه العلاقات.
ويُقال غالباً إننا متوسط الأشخاص الخمسة الذين نقضي معهم معظم وقتنا، ولذا يأخذ الأفراد الناجحون هذا الأمر على محمل الجد، ويسعون بنشاط إلى التواصل مع أولئك الذين يلهمونهم ويتحدونهم.
وإلى جانب ذلك، يدرك الأشخاص الناجحون أن التواصل لا يقتصر على الأخذ فحسب، بل يشمل أيضاً العطاء ومشاركة المعرفة وتقديم الدعم وإضافة قيمة إلى حياة الآخرين.
العزلة
في عالم يعج بالنشاط باستمرار، يمكن أن يكون الصمت أمراً غير مثالي، وفي حين أن الأشخاص العاديين قد يملؤون كل لحظة بالمهام أو عوامل التشتيت، فإن الأشخاص الناجحين يفهمون قوة العزلة.
وبعبارةٍ أخرى أن تكوني وحيدةً يعني أخذ فترةٍ من العزلة والصمت، إذ خلال هذه اللحظات الهادئة غالباً ما تتفتح الأفكار الإبداعية، ويزداد التفكير النقدي حدة، ويحدث التأمل الذاتي الحقيقي. والأشخاص الناجحون لا يخافون من الجلوس مع أفكارهم، والتشكيك في أفعالهم وقراراتهم، ومواجهة مخاوفهم وانعدام أمنهم. فهم يستخدمون العزلة كأداة للنمو الشخصي واكتشاف الذات.