لطالما كان “البشت العربي” (العباية الرجالية) رمزاً للوجاهة والأناقة في الإمارات، وهو لا يزال عند العرب مقياساً لرفعة المكانة الاجتماعية، إذ لم يتمكن الزمن وعصرنة الأزياء من طمس هويته، فلا يزال حتى اليوم يتمتع بجودة صنع ودقة عالية إلى جانب لمسات جمالية ذهبية مكنته من إعلان انتصاره على العصرنة التي أصابت الكثير من الأزياء الرجالية وحتى النسائية.
هيبة البشت العربي، تجلت في أحد أركان “قرية الحرف” في “أيام الشارقة التراثية 18″، حيث بدا نعمة عبدالله مشغولاً بغرز إبرته في قماش “البشت”، مطرزاً إياه بخيوط ذهبية وأخرى فضية، ليقدّم تصاميم أصيلة صارت مع مرور السنين زينة “البشت” وجماله.
عن حرفته يقول عبد الله: “حياكة البشت أو البشوت، قديمة جداً في المنطقة العربية، وهي موجودة في بيئتنا منذ الجاهلية وامتدت حتى يومنا الحالي، وتصاميمها في الإمارات ومنطقة الخليج تكاد تختلف نوعاً ما عن تصاميمها في شمال إفريقيا والمناطق العربية الأخرى”.
قماش البشت يصنع من الوبر والصوف، وبحسب عبدالله فإن قماش الوبر يستخدم في فصل الشتاء، بينما الصوف يكون لأجل الصيف، وينوه إلى أن الخيوط كانت تغزل يدوياً على النول سابقاً. ويقول: “هذه الأيام اختلفت الصناعة، ودخلت الحداثة، وأصبحنا نستخدم الخيوط الألمانية؛ حتى الأقمشة تعددت أنواعها، ولكن يظل القماش النجفي أغلاها، لكونه لا يزال محافظاً على طريقة صنعه اليدوية”.
لعل ما يلفت النظر في تصاميم البشوت، تلك الخيوط الذهبية التي تستخدم في تطريزها، حيث تستغرق ما بين 4 إلى 5 أيام، وبحسب عبد الله، فهي خيوط تصنع من الفضة ثم تطلى بالذهب، ويصل سعر الكيلو منها إلى 7000 درهم إماراتي، ويقول: “هناك فرق في النقشات، بعضها يسمى حصيرة، وأخرى مربع وملكي، وهي تكاد تكون الأشهر، وهناك نقشات أخرى مختلفة”. وكما تختلف التطريزات في أشكالها، فإن البشوت تختلف في ألوانها، حيث الشباب يفضلون اللّون الأبيض، في حين أن كبار السن عادة ما يختارون اللّون الأسود أو البني الغامق.