«الحريفة».. فيلم يصنع نجوماً جدداً في السينما المصرية!
التجربة تكررت مرة أخرى، في العام التالي، مع فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، من بطولة محمد هنيدي ومنى زكي وأحمد السقا وهاني رمزي وطارق لطفي وغادة عادل. لكن هذه المرة كان النجاح أكبر وأكثر تأثيراً في صناعة السينما المصرية، ففتح الباب على مصراعيه أمام نجوم جدد شباب، تسيدوا الساحة السينمائية في مصر، بأفلامهم الخاصة، وساروا إلى جانب العمالقة الكبار كتفاً بكتف، الأمر الذي أنتج حالة فنية جديدة، أطلق عليها اصطلاح «السينما الشبابية».
ظهور النجوم الشباب شجع المنتجين على إنتاج أفلام لهم، ما ساهم في بروز نجوم شباب جدد، منذ بداية الألفية الميلادية الجديدة، لكن الساحة اليوم محتكرة للنجوم الذين كانوا شباباً، وصاروا نجوماً كباراً.
وحتى سنوات قليلة ماضية، لم يكن واضحاً ما إن كانت مصر ستكون قادرة على إنتاج جيل من نجوم الشباك الشباب في السينما، وبقيت المحاولات بسيطة ولا تكاد تذكر، حتى جاء فيلم «الحريفة»، الذي صدر مؤخراً في إجازة منتصف العام الدراسي، من بطولة فنانين شباب، يتقدمهم: نور النبوي، ومغني المهرجانات «كزبرة»، وابن المطربة أصالة خالد الذهبي، وأحمد غازي، ونور إيهاب، وعبدالرحمن محمد، وظهر معهم كضيفَيْ شرف بيومي فؤاد، ولاعب كرة القدم السابق أحمد حسام ميدو.
الفيلم، الذي عرض كمنافس بعيد لفيلمَيْ: «أبو نسب» لمحمد عادل إمام، و«الإسكندراني» لأحمد العوضي، قلب الطاولة على الفيلمين، وتصدر قائمة الأكثر إيراداً وجماهيرية. ليس ذلك فقط، فقد حظي أيضاً باحتفاء نقدي كبير، من صناع السينما، الذي باتوا ينظرون للفيلم على أنه قادر على أن يكون مفتاح ظهور نجوم شباب جدد سينمائياً، خاصة أنهم ظهروا بإدارة مخرج شاب هو رؤوف السيد، ومؤلف شاب أيضاً هو إياد صالح.
تدور أحداث «الحريفة» في إطار من الدراما والأكشن حول «ماجد»، الشخصية التي يجسدها الفنان نور النبوي، لاعب كرة القدم الذي يخوض معركة مع محترفي كرة القدم من منطقة أخرى، لإثبات أيهم أفضل في لعبة كرة القدم، كما يطرح الفيلم مشاكل حياتية معاصرة برؤية شبابية جديدة.
اللافت في فيلم «الحريفة» أنه يُخرج نور النبوي من سياق أنه ابن الفنان خالد النبوي، ويضعه في تنافس مع نجوم جيله من الشباب، فالفيلم حقق حتى الآن 37 مليون جنيه مصري، معتمداً على فنانين شباب قد يكون بعضهم مجهولين للجمهور، أو لا تتعدى مشاركاتهم السينمائية بضعة مشاهد، ومنهم وجوه جديدة تماماً، شاركت في التمثيل للمرة الأولى خلال هذا الفيلم، وهو ما يُحسب للمنتج طارق الجنايني، ولصناعه بالمجازفة الكبيرة غير المضمونة النتائج.
كما أن الفيلم لا ينتمي إلى تصنيف درامي رائج، مثل: الكوميدي، أو الرومانسي، أو الأكشن، بل هو مزيج جريء من التصنيفات المتنوعة، بين الدرامي، والكوميدي، والرومانسي، والمغامرة. لكن الفيلم يثبت أن كل هذه العناصر هي السبب الرئيسي في نجاحه وتفوقه في شباك التذاكر.