
تحل اليوم الثلاثاء، ذكرى رحيل أحد علامات السينما المصرية في عصرها الكلاسيكي، وهو الدنجوان أحمد رمزي، الذي رحل عن عالمنا في مثل ذلك اليوم 28 سبتمبر 2012، عن عمر ناهز 82 عاما، تاركًا إرثا فنيًا فريدًا، فبرغم أنه محسوب على أبطال الأدوار الثانية، حيث إنه لم يؤد البطولة المطلقة سوى في أعمال قليلة، إلا أنه استطاع أن يسطر اسمه بين نجوم الفن العربي.
ولد رمزى محمود بيومي مسعود، في مدينة الإسكندرية في 23 مارس عام 1930 من أب مصري وأم إسكتلندية، توفي والده الذي كان يعمل طبيبًا وهو في سن التاسعة، بعد أن خسر كل أمواله في البورصة، فاضطرت والدته إلى العمل كمشرفة على طالبات كلية الطب، كي تعتني بالولدين حسن ورمزي، وظلت الحياة تعاند أحمد رمزي وبعد أن تعطيه العطايا تسلبها منه، فبعد أن تمتع بثراء والده رحل عنه مفلسا، وبعد أن التحق بكلية الطب ظل يرسب فيها ثلاث سنوات إلى أن تركها، فركز كل أحلامه على السينما، ولكن جاءته الصدمة الثالثة عند اختيار المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلم “صراع في الوادي” صديق عمره عمر الشريف، بعد أن تعشم أن يحصل هو على دور بطولته المطلقة الأولى.##
وكان رمزي يتميز بالإصرار والعزيمة وعدم الاستسلام للحظات الإخفاق، فبعد صدمته في يوسف شاهين، اختاره المخرج حلمي حليم للمشاركة في بطولة فيلم “أيامنا الحلوة ” عام 1955 ، مع عمر الشريف والوجه الجديد وقتها عبد الحليم حافظ، لتتوالى وقتها النجاحات والأفلام التى وصلت لأكثر من 100 عمل طوال مشواره الفني.
ولم يحصر رمزي نفسه في نوعية أدوار بعينها، فخلال مشواره الفني الطويل قدم برع في الأدوار الرومانسية والتراجيدية والأكشن، وقدم الشخص الطيب والشرير والمستهتر والملتزم، ولكن ثبت عند جمهور بصورة “الولد الشقي” وأطلقت عليه الصحافة وقتها “الدنجوان” لبراعته في أداء دور فتى أحلام الفتيات ، مثل أدواره في أفلام “أيام وليالي”، و”صراع في الميناء”، و”القلب له أحكام”، و”الوسادة الخالية”، و”ابن حميدو”، و”إسماعيل ياسين في الأسطول”، و”إسماعيل ياسين في دمشق”، و”السبع بنات”، و”مذكرات تلميذة”، و”عائلة زيزي”، و”العريس يصل غدًا”، و”الأشقياء الثلاثة”، هذا إلى جانب مجموعة من الأفلام الهامة في تاريخ السينما المصرية مثل “لا تطفئ الشمس، غراميات امرأة، رجل بلا قلب، الزوج المتشرد، أبو الليل، حياة وأمل، بنات اليوم، 3 نساء، حب إلى الأبد، ثرثرة فوق النيل، الوسادة الخالية، الخروج من الجنة، أول حب، المغامرون الثلاثة، حواء والقرد، شقة الطلبة، عائلة زيزي”.##
ولم يحصل أحمد رمزي على لقب “الدنجوان” من فراغ ، ولكنه حرص طوال حياته على أناقته إضافة إلى وسامته وشخصيته اللافتة الجاذبة، ورغم ذلك لم يتزوج سوى ثلاث مرات فقط ، الزوجة الأولى كانت عطية الدرملي وأنجبا باكينام، والزيجة الثانية كانت من الفنانة نجوى فؤاد والتي دامت عدة أيام فقط ، والزيجة الثالثة والأخيرة كانت من سيدة تدعى نيكول وأنجب منها نائلة ونواف.
وآخر أعماله قبل فترة الابتعاد كان فيلم “الأبطال”، الذي شارك بطولته مع الفنان “فريد شوقي”، ومن بعده قرر التفرغ للعمل بأحد المشروعات التجارية الخاصة، لكنه عاد إلى الفن مرة عام 2000 من خلال مسلسل “وجه القمر” مع الفنانة فاتن حمامة، ثم شارك في فيلم “الوردة الحمراء” عام 2001، وآخر ظهور له على الشاشة كان كضيف شرف في مسلسل “حنان وحنين” مع عمر الشريف عام 2006.
واتسم رحيله بالبساطة كالتي اتسمت بها حياته، ففي أحد المساجد في “الساحل الشمالي” شيعت جنازته في جو من البساطة والهدوء، حيث توفي على إثر جلطه دماغية بعد سقوطه على أرضية حمام منزله بعد اختلال توازنه في الثامن والعشرين من سبتمبر في العام 2012