شهدت الساحة الفنية العربية خلال الفترة الأخيرة جدلاً كبيرًا بعد تصريحات الفنان محمد إمام في المملكة العربية السعودية، أثناء تكريم والده في حفل «جوي أووردز»، فلم تقتصر كلمة إمام على تكريم السعودية، بل امتدت إلى إلقاء الضوء على الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة، الذي يعاني من آثار المجازر الوحشية، التي يتعرض لها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. كل هذا تزامن مع انتشار شائعات حول توقف تصوير مسلسل «كوبرا»، الذي يشارك فيه محمد إمام ويستعد للعرض في شهر رمضان 2024على منصة «شاهد»، التي تمتلكها المملكة العربية السعودية، وتردد أن سبب هذا القرار هو تصريحات محمد إمام، التي أحرجت البلاد، التي تجاهلت ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة تماما، واستمرت في حفلات «موسم الرياض» وغيرها من الحفلات الفنية الراقصة، دون أي مراعاة لما يحدث في فلسطين. وترددت أنباء حول رفع فيلم «أبو نسب» من السينمات السعودية واستبعاد «كوبرا» من «أم بي سي»، وسحب دعم «شمس الزناتي»، قرارات عقابية ضد محمد عادل إمام.
وبدأت المشكلة حينما خرج محمد إمام عن السياق، وقال كلمة دعم فيها فلسطين.. رغم منع السلطات هناك الحديث عن غزة، ودخل إمام الحفل وعلى كتفه الكوفية الفلسطينية، لكن المنظمين سحبوا منه الشال، وكانت ستحصل مشكلة بسبب ذلك. وحينما صعد الى المسرح عاند وقال كلمة دعم لفلسطين.
وأول نتيجة كانت رفع فيلم «أبو نسب» من دور العرض السعودية، وكان هذا غريبا، لأن في العادة ترفع الأفلام التي لا تحقق إيرادات كبيرة، فيما حقق هذا الفيلم إيرادات ضخمة، وكان في القمة.
محققا أكثر من 4 ونصف مليون دولار، خلال فترة بسيطة وكان أعلى فيلم مصري تحقيقاً للإيرادات في السعودية.
وتردد أنباء عن اتخاذ «أم بي سي» قرارا – لم يعلن عنه حتى الآن – بالتراجع عن شراء مسلسل «كوبرا» لمحمد عادل إمام. وكانت المجموعة اشترته بشكل حصري لتعرضه على قنواتها وعلى منصة «شاهد». وبعد ما تراجعت عنه توقف تصوير المسلسل.
وعلمت «القدس العربي» أن تصوير المسلسل كان قد توقف بالفعل، وكانت هناك نية لوقف تصويره نهائيا قبل تراجع الشركة المنتجة عن هذا القرار، بعد الضغط التي تعرضت له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وهناك كذلك حزمة من العقوبات السعودية فقد كان من المفروض أن ينهي محمد عادل إمام تصوير «كوبرا»، ويبدأ تصوير فيلمه الجديد «شمس الزناتي – البداية» وهو الجزء الثاني من الفيلم الأصلي «شمس الزناتي»، أو بمعنى أصح يكمله، لأنه بدأ تصويره منذ شهرين وصور 5 أيام منه في الفيوم. وكانت القنوات السعودية تدعم إنتاج الفيلم، وكانت سيشارك في الإنتاج بـ 3 مليون دولار، بالإضافة لتصوير جزء من الفيلم في السعودية على حساب هيئة الترفيه السعودية، وطبعاً منذ أيام كان هناك قرار بإيقاف دعم الفيلم ومنعه من التصوير في السعودية. كما تردد أن سلسلة «رجل المستحيل» الذي كان ابن الزعيم سيقدم فيها شخصية أدهم صبري الشهيرة، لكن هذا توقف أيضا.
وعلى هامش معرض الكتاب في القاهرة تحدث عادل إمام عن القضية الفلسطينية في ندوة أرشيفية تذيعها قناة «القاهرة الوثائقية» من مشاركته في معرض الكتاب عام 2000، ورداً على تعامله مع القضية الفلسطينية بعد تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة واللاجئين، قال في الندوة، التي أدارها الكاتب الدكتور سمير سرحان: «أول ما روحت غزة قلت للسائق يوديني لمخيم اللاجئين، المشكلة الفلسطينية مع للمصريين كلهم من أولها وحتى الآن عاملها زي ما الواحد يربي ابنه صغيرا ويعلمه ويجوزه، فيفضل الأب شايل هم الابن، هي القضية الفلسطينية للمصريين عامله كدة بالضبط».
وكانت القناة قد أعلنت عرضها حلقات وثائقية بعنوان «من أرشيف المعرض»، تتضمن مجموعة نادرة ومتنوعة من ندوات فكرية، ولقاءات ثقافية مهمة عقدت وأُجريت في دورات سابقة من معرض القاهرة الممتد منذ عام 1969، ويظهر فيها عدد من كبار المفكرين والمثقفين والشخصيات العامة، خلال فترات زمنية مختلفة، بوصفهم شهودًا يوثقون أحداث سنواتهم، وتاريخنا. وعبر حسابه الرسمي على إنستغرام، أكد محمد إمام أنه تابع الجدل الذي نشب بعد كلمته في حفل جوي أووردز، وأعرب عن امتنانه واحترامه للمملكة السعودية ولشعبها ورموزها. كما بهذا، يظهر أن الفنان محمد إمام يقف على خط الصراع بين التكريم الفني والالتزام الإنساني، حيث يحاول دمج رسالته الفنية مع قضايا المجتمع العربي، وخاصة الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.