
نعى نجوم الفن وعموم المواطنين المغاربة الفنان الكوميدي المحبوب مصطفى الداسوكين، الذي توفي مساء السبت عن عمر يناهز 82 عاما.
وخيمت أجواء الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، وتوالت التدوينات التي نقلت الخبر المؤلم، مشيدة بمسيرة الراحل الفنية والإنسانية أيضا، خاصة وأنه يعتبر من رواد الفن والكوميديا في المغرب.
ورغم غيابه طيلة سنوات عن المشهد الفني وعدم مشاركته في أي عمل تلفزيوني أو مسرحي، جراء الفقدان الذي ألم به وأحزنه والمتمثل في وفاة ابنه وزوجته، كان حضوره في ذاكرة المغاربة قوي بالنظر إلى ما راكمه من عطاء وحجم الفرح والسعادة التي أدخلهما على قلوب الملايين وهو يتقمص أدوارا كوميدية لا زالت خالدة في وجدان الجميع.
الفنان الراحل الداسوكين المزداد عام 1942 في مدينة الدار البيضاء، يعد من رواد الكوميديا في المغرب، أبدع وأمتع، في كل ظهور له وفي أي عمل، ومنها مشاركته في الأعمال التالية: “عائلة سي مربوح”، و”جنان الكرمة”، و”الهاربان”، و”دموع الرجال”، و”نسيب الحاج عزوز”، وغيرها من المسلسلات والمسرحيات وحتى بعض الأفلام.
على مواقع التواصل الاجتماعي لم تهدأ التدوينات الحزينة، ونعى الفنان سعيد الودغيري الحسني، زميله الداسوكين قائلا: “ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة الفنان الكوميدي المغربي مصطفى الداسوكين الذي رحل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتميز استمرت لأكثر من خمس عقود”.
وأضاف الفنان الودغيري، أن الراحل “كان رمزًا للفن الكوميدي المغربي، استطاع بموهبته الفذة وإبداعه الفريد أن يرسم البسمة على وجوه الملايين، وأن يترك بصمة لا تُنسى في قلوب جمهوره”، وختم بتقديم التعازي “لأسرته الكريمة ولكل محبيه”.
الكوميدي والمنشط الإذاعي عاطر محمد صاحب برنامج “ريحة الدوار”، نشر بدوره صورة تجمعه بالراحل وكتب قائلا: “أحر التعازي وأصدق المواساة للأسرة الفنية في وفاة واحد من رواد الكوميديا ببلادنا مصطفى الداسوكين”.
فيما اختارت صفحة “رواد الأغنية المغربية”، أن تدعو للراحل عبر تدوينة، مشيرة إلى أننا “عشنا معه طفولة جميلة من خلال أعماله الخالدة الراقية المحترمة”.
الإعلامية أمينة غريب من جهتها، كتبت تدوينة على الفيسبوك قالت فيها “يغيبون كثيرا إلى أن نفاجأ برحيلهم”، وتابعت موضحة “كان هو ومصطفى الزعري في مرحلة ما عنوانا لابتسامة جعلتهما يحملان لقب كوميدي في ظرفية لم تكن الساحة تعج بكل هذه التفاهة التي تسعى لانتزاع ضحك أخرق”.
وأضافت صاحبة التدوينة أن “مصطفى الداسوكين كان كوميديا بأسلوبه الخاص استطاع أن يخلق له جمهورا خاصا أيضا قد لا يكون كوميديا بما هو متعارف عليه لكنه كان وجها واسما وضحكة محبوبة لدى جيل بأكمله ونتأسف دوما أننا لا نتذكرهم إلا لنرثيهم بكلمات لا تشفع لكل هذا الغياب أو التغييب”.
أما الشاعر والكاتب إدريس الواغيش فقد قال في تدوينة “ولأنه كان بسيطا مثلنا، كم أضحكنا وضحكنا معا، وإن لم يكن يرانا، كنا نحن نراه، كان هو مع رفيق دربه الزعري فوق الركح، وكنا نحن أطفالا فرحين منبسطين أمام الشاشة. وقبلها كنا مستمعين إليه على الكاسيت (اشرطة الكاسيت)، أمام الصينية وأحواض الحبق والنعناع، في زمن بساطة بوادينا، يوم كانت تقاوم هشاشتها في صمت”.
وتابع الكاتب نعيه الحزين، “اليوم، يصلنا خبر رحيله أيضا في صمت، وفي غفلة منا أمام انشغالنا عن أخبار مرضه باليومي، في حياة تمضي عكس ما كنا نشتهي، وأسرع مما كنا نعتقد، كلما حاولنا اللحاق بها، نجدها أسرع منا بخطوات”.
الجدير بالذكر أن بدايات الفنان الراحل مصطفى الداسوكين، كانت من خلال المسرح، وكان أول ظهور له في أعمال برفقة فرقة “المسرح الوطني” التي يرأسها الفنان محمد الجم، وفرقة “مسرح اليوم” التي كانت ترأسها الفنانة والوزيرة الراحلة ثريا جبران.