أخذ معرض “كلمات من الشرق” زوّاره في رحلة نحو آفاق وتجلّيات العلم، معرّفاً من خلال مجموعة من المخطوطات النادرة، بسير العلماء ومنجزاتهم، ومضيئاً على الكثير من الأسرار التي عبّرت عن هويتهم وانشغالاتهم العلميّة والمعرفيّة على امتداد قرون.
وشكّل الركن الذي احتضن العديد من المخطوطات في حقول العلوم والفلك والفلسفة والطبّ وغيرها فسحة استثنائية في دروب المعرفة تعود بالزوّار إلى الأعوام من 1480 وصولاً إلى 1579، وتكشف عن الكثير من المنجزات التي خطّها أمير الأطباء ابن سينا، والحسن ابن الهيثم، وعالم الفلك عمر بن فرخان الطبري، مهندس العمارة والرياضيات، الذي ترجم الكثير من العلوم عن اليونانية والفارسية وغيرها.
واحتضن الركن مخطوطات لأبي إسحاق إبراهيم الزركالي، الذي ألهمت أعماله جيلاً كاملاً من الفلكيين الذين تأثروا بما قام به من اختراعات وابتكارات، خاصة أنه أبدع في مجال الاسطرلابات التي استخدمت على نطاق واسع في مجالات الإبحار حتى القرن السادس عشر، يجاورها مخطوطات ليحيى ناقي أفندي، الذي يعتبر محاضراً في اللغة الفرنسية والعلوم واستطاع أن يقدم في العام 1812 أطروحة للتعريف بخصائص الكهرباء من خلال التجارب، كما عمل على إنشاء مصطلحات عثمانية مأخوذة من اللغة العربية بما يتعلّق بالكهرباء وأدخل العديد من المبادرات على صعيد مدرسة الهندسة الإمبراطورية آنذاك.
وتعرّف زوّار المعرض على مجموعة من المؤلفات المهمة الأخرى التي توثق لتاريخ طويل من الاشتغالات العلمية مثل مؤلفات العالم محمود الجغميني الخوارزمي، وعالم الفلك موسى بن محمد قاضي زاده الرومي، يعود تاريخها إلى الأعوام 808 قبل الهجرة وأخرى ما بين الأعوام 1436-1364 والتي تمتاز بطبعاتها ذات الأوراق المزخرفة والنقوش البارزة على الأغلفة، ما يدل على القيمة العريقة والإتقان في حفظها وحمايتها.