أفاد تقرير لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية بأن دبي تقترب من أن تصبح مركز الثروة العالمي الأول، عبر جذبها الاستثمارات الأجنبية وتحولها إلى موطن لقطاعات مزدهرة من العقارات والتكنولوجيا والتمويل والرعاية الصحية والسياحة.
وذكر التقرير أن دبي تحتل المركز الـ20 في تقرير المدن الأكثر ثراء في العالم لسنة 2023، مشكلة موطناً لـ68 ألف مليونير، و200 من أصحاب الثروة التي تقدر بـ100 مليون دولار وأكثر، كما تعد موطناً لـ15 مليارديراً، في حين أن عدداً متزايداً من الأفراد ذوي الثروات الكبيرة والثروات الفائقة، يختارون عاماً تلو آخر الانتقال إلى دبي والاستقرار فيها.
ولفت تقرير لشركة «هينلي آند بارتنرز» الاستشارية إلى زيادة عدد الأفراد ذوي الثروات الكبيرة في دبي بنسبة 18% في النصف الأول من سنة 2022، وجذب المدينة في السنة نفسها 3500 منهم.
جاذبية
ورأت صحيفة «إيكونوميك تايمز» أن هذه الجاذبية تمتد إلى ما وراء دبي، مع اختيار العديد من الأفراد ذوي الثروات الكبيرة الإمارات لتكون قاعدتهم المفضلة، حيث شهدت الدولة في سنة 2022 أعلى صافي تدفق للأفراد الأغنياء في العالم أجمع، فانتقل 5200 فرد من ذوي الثروات الكبيرة إلى الدولة في سنة 2022، ويقدر أن 4500 فرد إضافي سوف ينتقلون إلى الإمارات في نهاية سنة 2023.
وأشارت الصحيفة إلى أن أصحاب الملايين الهنود من بين أصحاب الثروات الكبيرة المنتقلين إلى دبي، إذ غادر ما يصل إلى 7500 من الأفراد ذوي الثروات الكبيرة الهند في سنة 2022، وفقاً لتقرير «هجرة الثروات الخاصة» لشركة «هينلي»، مع توقع أن يغادر 6500 آخرون بنهاية 2023.
وجهة مفضلة
وعن اختيار الهنود دبي والإمارات، نقلت «إيكونوميك تايمز» عن ميشا غليني، الصحفي في «فاينانشال تايمز» قوله: لطالما كانت الإمارات وجهة مفضلة لأصحاب الثروات الكبيرة من أنحاء العالم، والأسباب لذلك واضحة وهي: معدلات ضريبية صفر، وبنية تحتية متطورة جداً، وانخفاض كبير جداً في مستويات الجريمة، وقدر كبير من أشعة الشمس، ووفرة شقق بأسعار مقبولة، ومعالم ثقافية متزايدة. وأضاف: بوصف دبي مركزاً للأثرياء والشركات الغنية من أنحاء العالم، فإن فرص توسيع الأنشطة المهنية للشخص كبيرة.
ووفقاً للصحيفة، شكلت البيئة الصديقة للأعمال محركاً رئيساً في نجاح دبي والإمارات مركزاً للثروة عموماً، وتقدم دبي أنظمة مريحة للأعمال وإطاراً قانونياً قوياً ونظام إجراءات حكومية مجدياً وشفافاً، كما تقدم دعماً حكومياً قوياً لرواد الأعمال والمناطق الاقتصادية الخاصة.
وكذلك تتباهى الإمارات، التي تقع على مفترق طرق بين الشرق والغرب، بمطارات هي الأكثر ازدحاماً على مستوى العالم، إضافة إلى الموانئ المهمة، ما يجعلها سوقاً مثالية للتوسع العالمي، كما أن موقعها الاستراتيجي يجعلها جذابة للمستثمرين الذين يتطلعون للوصول إلى الأسواق المربحة عبر قارات متعددة.
استقرار
وتنعم دبي والإمارات أيضاً بالاستقرار من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، وهذا عامل حاسم في جذب الثروات، وفقاً للصحيفة. وقد نجحت الإمارات، وخاصة دبي، في التحول إلى نموذج اقتصادي أكثر مرونة وتنوعاً، فأدت أجندة التنويع إلى قيام البلاد بالاستثمار بكثافة في قطاعات مثل التمويل والتكنولوجيا واللوجستيات والطاقة الخضراء، ما مهد الطريق أمام دخول مستثمرين وشركات من العالم المنطقة.
وعلاوة على ذلك، فإن البنية التحتية لدبي ومستوى المعيشة المرتفع فيها، وجودة التعليم العالية، والمتاجر الفاخرة، والرعاية الصحية من الطراز العالمي، وخيارات الترفيه المتنوعة، كل ذلك يجعلها وجهة جذابة للغاية للأفراد المتحمسين لاحتضان نوع حياة عالٍ. والأهم، وفق الصحيفة، إدخال الجهات التنظيمية سياسات مغرية لجذب الوافدين.
تدفق الشركات
ولفتت «إيكونوميك تايمز» إلى أن هذا التدفق أدى إلى توسع القطاع المالي، الذي أسهم في سنة 2022 بنحو 10% من ناتج دبي، وفق مركز دبي للإحصاء.
ونقلت الصحيفة عن سونيتا سينغ دلال، الشريكة في مكاتب «برايفت ويلث آند فاميلي» في شركة «حوراني» للمحاماة بالإمارات قولها: حلول إدارة الثروات التي تقدمها الإمارات للأثرياء ولذوي الثروات الفائقة وعائلات الأعمال البارزة هي رائعة كما أن الدولة توفر مجموعة متنوعة من المناطق الحرة، ومن ذلك تلك التي تنظم ملكية الأصول الافتراضية، ووجود اقتصاد محرر يسهل الملكية المستقلة في معظم القطاعات، وخيارات تتعلق بأماكن إنشاء المكاتب العائلية، ولذلك يمكن القول إن الإمارات توفر بلا منازع حلاً شاملاً للكثيرين.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير حديث صادر عن مركز دبي المالي العالمي بالتعاون مع «ريفينيتيف» يؤكد أن دبي الوجهة المفضلة لصناديق التحوط، وأن المركز شهد زيادة نسبتها 54% في صناديق التحوط لسنة 2022، ويجري محادثات من أجل 60 صندوقاً آخر، مشيرة إلى أن دبي تعد موطناً لأكثر من 50 مصرفاً محلياً وأجنبياً، إضافة إلى مجموعة من شركات إدارة الأصول والمصارف الاستثمارية والمؤسسات المالية الأخرى، وغدت مركزاً مالياً رئيساً في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا.