وبحسب الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسي، ارتفعت أسعار الذهب بشكل غير مسبوق بالتزامن مع بدء العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، الخميس.

واكد أن الأسعار تتأثر بشكل عام بالأزمات والحروب لعدة أسباب؛ أبرزها اعتماد الدول على الاحتياطات من المعدن الأصفر كاحتياطات آمنة بعيداً عن تهاوي العملات وتضارب السوق، وأيضاً تأثراً بالاضطرابات في البورصات العالمية التي تنتج عادة عن الأزمات أو الكوارث وكذلك الحروب.

وفي تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” رجّح العمدة أن تشهد الأسواق حالة من الارتفاع ثم الاستقرار خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمالات هدوء الأزمة بين الجانبين الروسي والأوكراني، لكنه يؤكد في الوقت ذاته أن الأسعار لن تعود للانخفاض مجدداً، لكن ما يمكن أن يحدث هو حالة من الاستقرار وعدم الارتفاع.

ويشير العمدة إلى أسباب تأثر أسعار الذهب بالأزمة، موضحاً أنه يمكن حساب ما تملكه الدول من المعدن الأصفر وفق معيارين الأول؛ احتياطات الدول ومخزوناتها الاستراتيجية، والثاني ممتلكات الأفراد والتي ترتبط عادة بثقافة الشعوب في امتلاكه.

ويوضح أن الأسعار شهدت اضطرابات وارتفاعاً ملحوظاً بالتزامن مع جائحة كورونا قبل عامين؛ بسبب توجه الكثير من سكان العالم للاستثمار في المعدن الأصفر كوسيلة آمنة للادخار بعيداً عن اضطرابات السوق المستمرة تأثراً بالأزمة، وهو ما يحدث في الوقت الراهن تزامناً مع أزمة الحرب الأوكرانية.

وحول الاقتصاد الموازي يشير الخبير الاقتصادي إلى أن الذهب ملاذ آمن للمستثمرين بوجه عام، والعديد من الدول أيضاً اتجهت خلال العقد الماضي لتحويل سنداتها المالية إلى سبائك ذهبية بغرض تلاشي الاضطرابات المتزامنة مع الأزمات في الأسواق.

وقالت وكالة بلومبرغ، السبت، إن أسعار الذهب سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بالتزامن مع الأزمة الأوكرانية، وبلغ سعر أوقية الذهب نحو 1950 دولاراً خلال جلسة اليوم مقابل 1909 دولاراً.

وبدأت روسيا عملية عسكرية موسعة في أوكرانيا، الخميس الماضي، وسط تأثيرات اقتصادية كبيرة على المستوى الدولي والإقليمي.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية، قولها: “إن أوامر صدرت السبت، لجميع الوحدات الروسية في أوكرانيا، باستئناف هجومها من جميع الاتجاهات”، بعد توقف يوم الجمعة.

وتلقى الجيش الروسي، السبت، أوامر بتوسيع هجومه على أوكرانيا، رغم موجة التنديد الدولية المتنامية، مؤكداً أن كييف رفضت إجراء مفاوضات.

وقالت وزارة الدفاع في بيان: “اليوم، تلقت كل الوحدات أمراً بتوسيع الهجوم في كل الاتجاهات، بما ينسجم مع خطة الهجوم”.

وأضافت الوزارة في تكرار لتعليقات مماثلة من الكرملين: “إن التوقف الجمعة، جاء توقعاً لإجراء محادثات بين موسكو وكييف، لكن الهجوم استؤنف بعد أن رفضت أوكرانيا التفاوض”.

المصدر