استمتعت الجماهير من مختلف أنحاء العالم بيوم لا ينسى في افتتاح معرض جيتكس جلوبال 2024، حيث شهد أكبر وأفضل معرض تقني في العالم انطلاقة مبهرة هيّأت الحاضرين لأسبوع فريد من العروض التقنية والابتكارات المذهلة.
يقام “جيتكس جلوبال” في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر الحالي في نسخته الأكبر في تاريخه – إذ تشهد دورته الرابعة والأربعون حضوراً قياسياً بأكثر من 6,500 شركة عارضة و1,800 شركة ناشئة و1,200 مستثمر، إلى جانب الحكومات المشاركة من أكثر من 180 دولة في أكبر مشاركة دولية يشهدها المعرض تضم المؤسسات والخبراء والمستثمرين والمشاريع الناشئة والأكاديميين والباحثين وكامل منظومة التكنولوجيا العالمية.
فعاليات مرتقبة وعروض مبهرة تتألق في يوم الافتتاح
وفي ظل تدفق الحشود إلى مكان المعرض، اطّلع الجمهور على مجموعة متنوعة من الابتكارات المدهشة في أول أيام “جيتكس جلوبال 2024”. واستعرضت المجموعة الإماراتية المختصة بالتكنولوجيا (G24) تجربتها الغامرة في “الشبكة الذكية” مما مكن الزوار من التعرف إلى دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كافة جوانب حياتنا المستقبلية كواحدة من المرافق الفائقة، بينما استعرضت شركة “لينوفو” مجموعتها الجديدة من الأجهزة وحلولها السحابية التي تتمتع بإمكانات تحولية للذكاء الاصطناعي المستقبلي. كما قدمت اتصالات (e&) عدداً من أروع النماذج التجريبية التي تمثل مختلف التقنيات، ومنها السيارة الطائرة (XPeng AeroHT eVTOL) التي أتاحت للجمهور التعرف على دور الابتكارات في إتاحة فرص تاريخية لتحقيق ثورة حقيقية في عالم الطيران والتنقل الشخصي.
واستهلّت فعاليات اليوم الأول من المعرض لهذا العام، والذي حمل اسم “يوم الاستثمارات التكنولوجية”، بعقد قمة قادة الاقتصاد الرقمي العالمي في المستقبل التي تمتد خمسة أيام وتناقش خمسة محاور رئيسية، إلى جانب عدد من العروض التي استقطبت الحشود الضخمة ولاقت استحسان الجمهور.
وفي إيجاز خاص، تحدث معالي عبدالله بن طوق المري، عضو مجلس الوزراء وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى الحضور خلال جلسة بعنوان “نهضة الاقتصاد الجديد: الذكاء الاصطناعي والقطاعات الناشئة”، والتي ناقشت المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها دولة الإمارات لرعاية الابتكار وتعزيز التنافسية وترسيخ مكانة الدولة عالميًا في صدارة الاقتصاد الجديد.
وبالنظر إلى أن القطاع غير النفطي يشكل 74% من إجمالي الناتج المحلي بدولة الإمارات للعام 2024، أكد معالي عبدالله المري الخطط الطموحة لوزارة الاقتصاد هذا العام، مؤكداً: “غايتنا هي تحطيم الأرقام القياسية، وقد حققنا بالفعل اقتصاداً غير نفطي يشكل 74% من إجمالي الناتج المحلي – وهو رقم قياسي لم يتحقق سابقاً في تاريخ دولتنا. فالبيئة الاستثمارية ومنظومة الاقتصاد في دولة الإمارات تستقطب الناس من مختلف أنحاء العالم، ونتطلع الآن إلى تحقيق مستهدف جديد بواقع 80% بحلول العام 2030، ولنكون مركز البحث والتطوير الأبرز في العالم”.
يشار إلى أن اليوم الأول من الفعالية شهد عقد مجموعة من جلسات القيادة، إذ قدّم معالي فيصل البنّاي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة والأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، رؤية فريدة خلال جلسة “القيادة في الذكاء الاصطناعي: توجيه التحوّل المجتمعي” التي ناقشت التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي وتطرقت إلى جوانب قيادة ونماذج وحوكمة وتشريعات الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي.
كما شهد اليوم التاريخي لافتتاح المعرض في دورته القياسية الرابعة والأربعين إطلاق مجموعة من البرامج الفريدة، بما فيها “جيتكس إيديشنز” الذي يعدّ منصة حصرية للشركات التقنية في مراحلها المتقدمة، ومركزًا بارزًا للشركات أحادية القرن وتلك التي ستصل إلى تلك المرتبة قريبًا.
وأسهم “جيتكس إيديشنز” في ربط 59 شركة أحادية القرن من مختلف أنحاء العالم معاً، في فعالية حضرها معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد في دولة الإمارات، وتحدث خلالها إلى الحاضرين في جلسة بعنوان: “دولة الإمارات كوجهة تجريبية بارزة لتطوير سياسات وتشريعات الذكاء الاصطناعي”.
كما حضر عدد كبير من الزوار المناقشات الأكثر تأثيراً هذا العام حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في المجتمع والصناعة. وفي معرض النقاشات التي تناولت دراسات الحالة الأكثر تحولاً في مجال الذكاء الاصطناعي في الحكومات والمؤسسات والشركات الناشئة، تطرق المتحدثون في جلسات مختلفة إلى ضرورة موازنة إمكانات الذكاء الاصطناعي مع الإبداع والحدس البشري، بما في ذلك جلسة بعنوان “تنظيم التكنولوجيا: التقاطع بين التكنولوجيا والجريمة والقانون”.
وفي هذا الصدد، أكد ديدييه جيكوبس، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي في وكالة التعاون الشرطي للاتحاد الأوروبي “يوروبول” أن التعاون والتنسيق المتواصلان ضروريان للتغلب على التحديات وحل الجرائم الدولية، وأضاف: “لا تعرف الجرائم الإلكترونية حدوداً، وهناك العديد من التقنيات التي يمكن إساءة استخدامها في القرصنة والابتزاز والتخريب والتعاملات غير القانونية وغيرها. ما نحتاجه هو الحلول الناشئة عن مزيج حقيقي ومتوازن من التعاون البشري وتطبيق التقنيات الذكية”.
من الجدير بالذكر أن هذا الأسبوع يشهد أكبر مشاركة أوروبية في معرض جيتكس جلوبال منذ انطلاقه، إذ تشارك 38 دولة أوروبية إلى جانب ما يزيد على 1,000 شركة صغيرة ومتوسطة و450 شركة ناشئة، كما شهد المعرض تدشين جناح المجلس الأوروبي للابتكار رسميًا احتفاءً بهذا التقدم.
وافتتحت تريكسي لوه ميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي – الجهة المنظمة لمعرض جيتكس جلوبال- الجناح الجديد بحضور عارضين جدد من دول مثل النمسا والبرتغال ولاتفيا وصربيا والبوسنة والهرسك وسويسرا، ما يسلط الضوء على التقدم الذي أحرزته أوروبا في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والابتكار، إلى جانب جهود التعاون الإقليمي التي تشهدها القارة بوضوح.