بقلم: فيريش هاردوث، نائب الرئيس لأعمال الشركات الناشئة والصغيرة في سايج إفريقيا والشرق الأوسط
بعد مرور 18 شهراً صعباً علينا، يدرس مالكو المؤسسات من أصحاب الرؤية المستقبلية كيفية إعادة هيكلة أعمالهم لجعلها أكثر استدامة ونجاحاً وقابلية للتكيف، ويركزون على موظفيهم كعنصر أساسي لتلك العملية. وعبر مساعدة الموظفين على الوصول إلى ذروة أدائهم، يمكن لمؤسساتكم تقديم خدمات أفضل للعملاء وإنتاجية أعلى ومزيد من الابتكار.
واستنفدت الجائحة طاقة قادة الأعمال والموظفين جسدياً وذهنياً وعاطفياً ومالياً. لكن سلطت هذه الفترة كذلك الضوء على أهمية الصحة النفسية والجسدية في مكان العمل، والدور الذي يمكن لأصحاب المؤسسات تأديته لمساعدة الموظفين على التألق.
إليكم ثلاث طرق عملية يمكنكم عبرها العمل مع الموظفين للتأسيس لمكان عمل أفضل وأكثر استدامة ويمكنه المنافسة بقوة في عالم ما بعد الجائحة:
- التركيز على سلامة وصحة الموظفين
يُحتمل أن يعاني بعض الموظفين أو حتى معظمهم من مشاكل نفسية وجسدية. إذ أسفر كوفيد-19 عن قائمة طويلة من التحديات، تشمل العزلة الاجتماعية، وانعدام الأمن الوظيفي، والخسائر المالية، والمرض، والمطالب الحياتية الجديدة (مثل التعليم في المنزل)، والأسى بسبب فقدان أحد الأعزاء. لذا تضع عدة شركات الصحة والسلامة على رأس أولوياتها.
ويمكن توفير موارد داعمة للموظفين بتكلفة ميسورة، مثل ندوات عبر الإنترنت حول اللياقة البدنية أو المتانة العاطفية. وتشمل الأمثلة الأخرى على تلك الموارد توفير جلسات يوغا أو تأمل، أو تقديم تدريبات على اليقظة (أو الوصول إلى تطبيق مثل Headspace)، أو إتاحة الوصول إلى طبيب نفسي، وقد يكون فعلاً بسيطاً مثل الاطمئنان بانتظام عن موظفيك للتأكد من أنهم على ما يرام.
- تقديم دعم عملي
ترتبط السلامة المالية ارتباطاً وثيقاً بالراحة الجسدية والذهنية، وتلك مساحة تعرّض فيها كثير من الناس لضربات قاسية. ربما شهد الموظفون وأسرهم انخفاضاً في دخلهم الأساسي خلال مستويات وإجراءات الإغلاق العام الصارمة. وربما فقد شركاؤهم وظائفهم أو احتاجوا إلى إعالة أسرة من أقربائهم فقدت دخلها أو معيلها.
لذا، من الضروري تدارس سبل لمساعدة الموظفين الذين يواجهون ديوناً أو مشاكل مالية أخرى. ويعد تقديم الاستشارات والتعليم المالي إحدى طرق دعمهم. ويمكن التعاقد مع مستشار ديون لذلك الغرض. وقد توفر السياسات المرتبطة بالجنازات الدعم والراحة لأقرباء الموظفين المباشرين والممتدين.
- اعتماد نماذج ساعات عمل مرنة
لم يكن الانتقال إلى العمل عن بُعد خلال الجائحة خالياً من المشاكل، لكنه كان أكثر نجاحاً مما توقعه العديد من قادة قطاع الأعمال. وتمثلت إحدى الدروس المستفادة من الجائحة في امكانية تقديم نموذج عمل أكثر مرونة لبعض أعضاء الفريق دون المساس بالأداء والإنتاجية.
لذا تحدث مع الموظفين حول ما نجح وما لم ينجح، فقد تؤدي تلك المحادثات المفتوحة إلى ترتيبات عمل ينجز بموجبها الأفراد عملهم، مع الاحتفاظ بمساحة لرعاية الأطفال والاهتمام بالمسؤوليات الشخصية الأخرى. وقد يساعد ذلك أيضاً على زيادة إنتاجية وتفاعل الموظفين عبر الحفاظ على تركيزهم على النتائج بدلاً من التركيز على ساعات العمل.
النهاية تلوح في الأفق (أو هذا ما نتمناه)
مع تسارع برنامج التطعيم الشامل، ربما سنتخطى أسوأ مراحل الجائحة بعد مرور الموجة الثالثة. لذا حان الوقت المثالي للتعافي، وتقييم الدروس المستفادة من الأشهر الـ 18 الماضية، وتطوير فريق جاهز لكل ما قد يجلبه المستقبل.