
تشهد دبي تحولًا ملحوظًا في مشهد الاستثمار والتطوير العقاري، تقوده كفاءات نسائية استطاعت أن تثبت حضورها بفاعلية في هذا القطاع الحيوي.
وتثبت الأرقام والحقائق أن المرأة في دبي لم تعد عنصرًا ثانويًا في المشهد العقاري، بل أصبحت ركيزة أساسية تسهم في دفع عجلة التنمية، وترسيخ مكانة الإمارة كوجهة عالمية رائدة في الاستثمار العقاري، عبر نموذج تنموي شامل يضع التوازن بين الجنسين والتمكين الاقتصادي على رأس أولوياته.
استثمارات النساء في العقارات
وبلغت قيمة استثمارات النساء في هذا المجال خلال عام 2024 نحو 118 مليار درهم، عبر أكثر من 50 ألفا و979 صفقة عقارية، وذلك وفقا لماجدة علي راشد، المدير التنفيذي لقطاع التطوير العقاري في دائرة الأراضي والأملاك بدبي.
وقالت راشد في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن 34% من إجمالي المستثمرين العقاريين في دبي من النساء، ما يعكس التطور الكبير في توجه المرأة نحو الاستثمار طويل الأجل والمستقر.
وأضافت أن المرأة تمتلك قدرات قيادية ورؤية استراتيجية تجعلها قادرة على التأثير بفاعلية في مستقبل السوق العقاري، والإسهام في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لدبي، ضمن أجندة دبي الاقتصادية D33، واستراتيجية دبي للقطاع العقاري 2033.
السياسات الداعمة للمرأة في القطاع
وأكدت أن المرحلة المقبلة ستشهد توسيع نطاق السياسات الداعمة للمرأة في القطاع العقاري، عبر مبادرات تحفيزية، وتسهيلات استثمارية، واستشارات متخصصة، بالإضافة إلى التركيز على زيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية، وتمكينها من أداء أدوار مؤثرة في صياغة مستقبل السوق العقاري.
المبادرات الحكومية لدعم المرأة
وضمن جهودها لدعم المرأة، أطلقت دائرة الأراضي والأملاك بدبي، سلسلة من البرامج والمبادرات النوعية، من أبرزها “برنامج التمكين العقاري” الذي استقطب أكثر من 1000 امرأة للدخول إلى القطاع، و”برنامج الوسيط العقاري” الذي عزز حضور النساء في قطاع الوساطة العقارية، كما تعمل الدائرة على توفير بيئة استثمارية مرنة، تشمل حلولًا تمويلية، وبرامج تدريب متخصصة، إلى جانب دعم ريادة الأعمال النسائية.
ولا تكتفي المرأة بدورها في الاستثمار، بل تؤثر أيضًا في قرارات الأسرة الاستثمارية، وتسهم في تعزيز الاستقرار المالي، وهو ما دفع “أراضي دبي” إلى تطوير برامج توعوية شاملة لرفع مستوى الوعي لدى النساء وتعزيز ثقتهن في اتخاذ قرارات عقارية استراتيجية.