تشهد أسواق المال الإماراتية نشاطاً ملحوظاً منذ بداية العام الجاري، وسط زيادة كبيرة في قيم وأحجام التداولات والصفقات المنفذة في مؤشر على جاذبيتها الاستثمارية، وزيادة الطلب من جانب المستثمرين الدوليين، في ظل وجود العديد من الإدراجات الجديدة إضافة إلى قوة ومتانة الأسس الاقتصادية للدولة.
ووفق رصد وكالة أنباء الإمارات، قفزت سيولة الأسهم الإماراتية إلى 466.3 مليار درهم منذ بداية العام الجاري بزيادة تعادل 25.2% مقارنة بنحو 372.6 مليار درهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي
ووصلت سيولة سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى نحو 384.36 مليار درهم منذ بداية 2022، بزيادة نسبتها 21.3% مقارنة بنحو 316.8 مليار درهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بينما استقطب سوق دبي المالي نحو 81.9 مليار درهم منذ بداية العام الجاري، بنمو بنسبة 46.9%، مقارنة بنحو 55.8 مليار درهم خلال الفترة المقارنة من 2021.
واستحوذت 5 أسهم على نحو 46.4% أو ما يعادل 216.26 مليار درهم من سيولة الأسواق منذ بداية العام الجاري، يتصدرها «العالمية القابضة» بنحو 71.9 مليار درهم بحصة 15.4% ثم «أبوظبي الأول» بنحو 52.7 مليار درهم أو ما نسبته 11.3%، يليه «الدار العقارية» بنحو 36.14 مليار درهم وبنسبة 7.7%%، ثم «ألفاظبي» بسيولة 31.12 مليار درهم تعادل حصة 6.7%، ويأتي خامساً «إعمار العقارية» بعد استقطابه 24.39 مليار درهم بحصة 5.2%.
وعلى صعيد أحجام التداولات، فقد شهدت الأسواق تداول أكثر من 107.1 مليار سهم منذ بداية العام الجاري، بارتفاع نسبته 17.6% مقارنة بنحو 91.1 مليار سهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وتوزعت التداولات بواقع 72.8 مليار سهم في سوق أبوظبي و34.3 مليار سهم في سوق دبي.
وبالنسبة للصفقات فزادت بنحو ملحوظ بعد تنفيذ نحو 3.82 مليون صفقة منذ بداية العام الحالي بنمو بنسبة 108% مقارنة بنحو 1.84 مليون صفقة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وتوزعت الصفقات بواقع 2.52 مليون صفقة في سوق أبوظبي للأوراق المالية بنمو بنسبة 117%، و1.3 مليون صفقة في سوق دبي المالي بزيادة بنسبة 93%.
وكانت الطروحات الجديدة داعماً رئيسياً لنشاط الأسواق العام الجاري، ومن أبرزها الطرح الأولي لهيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا» في سوق دبي المالي، كأكبر طرح على الإطلاق في الإمارات والأكبر في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا منذ بداية 2022، إضافة إلى طرح شركة «بروج» الذي بات أكبر طرح أولي في تاريخ سوق أبوظبي والأكبر لشركة بتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أسهم في تعزيز نشاط الأسواق، بالإضافة إلى طروحات أخرى مثل «تيكوم» و«سالك» و«إمباور» و«برجيل» و«تعاونية الاتحاد» و«موانئ أبوظبي» و«إي دي سي كوربوريشن للاستحواذ» و«إنفيكتوس للاستثمار»، إضافة إلى الإدراج المرتقب لشركتَي «تعليم» و«أمريكانا» قبل نهاية العام الجاري.
ومن المتوقع أن تواصل الأسواق نشاطها خلال الأشهر القادمة في ظل وجود العديد من المحفزات على رأسها النتائج القوية للشركات المدرجة مع تعافيها من تداعيات جائحة «كوفيد-19»، إضافة إلى إطلاق العديد من عمليات الإدراج لمجموعة من الشركات الحكومية وشبه الحكومية في قطاعات واعدة، بما يرسخ مكانة الأسواق المحلية واحدة من أهم أسواق المال على المستويَين الإقليمي والعالمي.