بلغ حجم إيرادات غرف دبي الفندقية، التي يصل عددها إلى 136 ألف غرفة خلال أول 11 شهراً من العام الماضي، نحو 7.752 مليار درهم، بحسب بيانات دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، التي أفادت بأن عدد الليالي الفندقية خلال الفترة من يناير حتى نهاية نوفمبر 2021، وصل إلى 28.19 مليون ليلة، في حين وصل متوسط العائد على الغرفة إلى 275 درهماً، بينما وصل متوسط السعر إلى 418 درهماً.
قفزة نوعية
وأظهرت البيانات أن أداء الغرف الفندقية خلال عام 2021 حقق قفزة نوعية مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2020 الذي تزامن مع ذروة الجائحة وتوقف شبه كامل لحركة السفر، حيث ارتفع متوسط العائد على الغرفة الفندقية 59.88% ليصل إلى 275 درهماً للغرفة المتاحة، مقارنة بـ172 درهماً.وقالت مصادر عاملة في القطاع الفندقي والسياحي في دبي: إن القطاع الفندقي في دبي والإمارات نجح في تجاوز تبعات جائحة كوفيد-19 وحقق في كثير من المناسبات أداء تجاوز مستويات ما قبل الجائحة، مشيرة إلى أن المرحلة المقبلة تبشر بمزيد من النمو السياحي، لا سيما مع مواصلة الناقلات الوطنية عملياتها التوسعية وقيام معظم الأسواق العالمية باستئناف حركة السفر.
ارتفاع الأسعار
وقال المدير التنفيذي لشركة «سيرينتي ترافيل» شريف الفرم، إن أسعار الغرف الفندقية في الإمارة ارتفعت خلال العام الماضي بنسبة وصلت في المتوسط إلى نحو 27% مقارنة بمستويات 2020 التي شهدت تراجعاً في الأداء نتيجة الظروف التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على قطاع السياحة والسفر العالمي.وأضاف الفرم أن نجاح الإمارات في التعامل مع التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد-19 ساهم في تعزيز ثقة الأسواق العالمية بالسوق السياحي الإماراتي، الأمر الذي انعكس على حجم التدفقات السياحية إلى الإمارات بشكل عام، وإلى دبي بشكل خاص، لا سيما خلال الربع الأخير من العام الماضي، في ظل كثرة الفعاليات والإجازات والأعياد، بالإضافة إلى انطلاق الحدث الدولي إكسبو 2020 دبي.
مواصلة التشغيل
من جهته، قال عضو المركز العربي السياحي، محمد مصطفى، إن ارتفاع الطلب على الغرف الفندقية في الإمارات خلال العام الماضي، وبالتحديد خلال الربع الأخير، أسهم في تدعيم إيرادات الغرف الفندقية، ما وفر سيولة للفنادق لمواصلة عملياتها التشغيلية بعد أن عانت بشكل كبير خلال عام 2020 عندما توقفت الحركة السياحية بشكل كامل جراء جائحة كوفيد-19.
وتوقع مصطفى أن يواصل القطاع السياحي في الإمارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص، تحقيق مزيد من النمو والانتعاش القوي خلال العام الجاري، مدعوماً بارتفاع مستويات الثقة في الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية بالدولة مع ارتفاع معدلات التطعيم لمستويات عالمية، والمبادرات والحملات النوعية والدعم الحكومي اللامحدود التي تستهدف استقطاب الزوار وجذب الاستثمارات، وتنوع المنتجات السياحية والخيارات الفندقية، وتنافسية الأسعار مقارنة بدول المنطقة والعالم.
تجاوز تبعات الجائحة
من جانبه، قال الخبير السياحي رياض الفيصل، إن دبي نجحت في تنويع منتجاتها الفندقية، وبالتالي استقطبت شرائح سياحية جديدة أسهمت في تعزيز إشغال الفنادق وزيادة الأسعار، وبالتالي تعزيز الإيرادات، مشيراً إلى أن الفنادق في الإمارات نجحت في تجاوز تبعات كوفيد-19 وحققت أداءً إيجابياً تجاوز في كثير من المناسبات مستويات 2019.
وأضاف الفيصل أن القطاع السياحي والفندقي في الدولة مقبل على مرحلة جديدة من النمو والانتعاش بعدما أثبت خلال العامين الماضيين قدرته على التصدي للظروف الصعبة الناجمة عن جائحة «كوفيد-19»، فضلاً عن تحقيقه أداءً قوياً في العام الماضي.