افتتحت شركة «أبل» أول متجر تجزئة لها في الهند، الثلاثاء؛ مما يؤكد التركيز المتزايد لعملاق التكنولوجيا الأمريكي على الدولة الواقعة في جنوب آسيا كسوق مبيعات رئيسية ومركز تصنيع بديل للصين.
فتح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، الأبواب شخصياً للترحيب بالعملاء، بينما كان الموظفون يهتفون.
ووقف المئات من المعجبين بعملاق «آيفون» في طابور حول المتجر في مركز تسوق فخم في العاصمة المالية مومباي، وبعضهم ينتظرون منذ الليل.
وتراهن الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها على الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، موطن ثاني أكبر عدد من مستخدمي الهواتف الذكية في العالم بعد الصين مع افتتاح متجر ثانٍ في العاصمة دلهي، الخميس.
وتعمل أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية أيضاً على توسيع بصمتها التصنيعية في الهند؛ إذ تسعى إلى تنويع سلسلة التوريد الخاصة بها بعيداً عن الاعتماد الشديد على الصين المجاورة.
ووصفت شركة «أبل» المتاجر بأنها «توسع كبير لوجودها في الهند»، في بيان الإثنين.
وقال كوك: «نحن متحمسون للبناء على تاريخنا الطويل».
متجر عبر الإنترنت
أطلقت شركة آبل متجرها عبر الإنترنت في الهند في عام 2020. ويوجد في الهند أكثر من 600 مليون مستخدم للهواتف الذكية؛ إذ تهيمن أجهزة «أندرويد» على السوق الحساسة للسعر.
واستحوذت شركات تصنيع الهواتف الذكية الصينية: شاومي، وفيفو، وأوبو، وريلمي على حصة سوقية مجمعة بلغت 66% في عام 2022 وفقاً لشركة الأبحاث «كاناليس»، بينما استحوذت سامسونغ على حصة بلغت 19%.
وتتنافس أجهزة «آيفون» من «أبل» في القطاع المتميز من السوق، وحصلت على حصة أربعة في المائة فقط العام الماضي.
لكن سانيام تشوراسيا، محلل «كاناليس»، قال لوكالة «فرانس برس»: «إن شركة أبل يمكن أن تستفيد من سوق الهواتف الذكية في الهند وخطط التمويل لكل من تجار التجزئة والمستهلكين».
وأضاف: «أبل تركز أكثر على السوق الهندية؛ لأنهم يرون المزيد من الفرص».
الموردون
قال كوك في مكالمة أرباح لشهر فبراير/ شباط: «إن الهند سوق مثيرة للغاية بالنسبة لنا، وهي محط تركيز رئيسي».
وأضاف: «نحن -في الأساس- نأخذ ما تعلمناه في الصين منذ سنوات وكيف نوسع نطاقه ونطبق ذلك».
وتابع: «إن شركة أبل تضع قدراً كبيراً من الطاقة في الهند»، مشيراً إلى أنه «متفائل جداً بشأن البلاد».
وأصبحت الهند أيضاً محوراً لخطط أبل لتحويل إنتاجها من الأجهزة والمكونات بعيداً عن الصين، وسط التوترات الدبلوماسية بين واشنطن وبكين وتداعيات سلسلة التوريد من سياسات كوفيد الصارمة.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ نيوز» الأسبوع الماضي نقلاً عن مصادر أن «1% فقط من هواتف آيفون التي تنتجها شركة آبل صنعت في الهند عام 2021، لكنها قفزت إلى 7% العام الماضي».
وبدأت الشركة في تصنيع أجهزة «آيفون» في الهند في عام 2017 من خلال الموردين التايوانيين «فوكسكون»، وويسترون، وبيغاترون.
وقالت شركة فوكسكون في مارس/ آذار: «إن رئيسها زار الهند لكن لم يكن هناك اتفاق نهائي للاستثمارات في البلاد». بعد أن قال رئيس وزراء ولاية كارناتاكا في الجنوب: «إن هواتف آيفون ستصنع في ولايته».