يواجه الذكاء الاصطناعي حاليا موجة جديدة من الانتقادات، وهذه المرة من الفنانين الذين يقولون إن التكنولوجيا المتطورة “تشطب” أعمالهم من دون موافقتهم لكي ينتج في النهاية صورا معقدة.
ويقول تيم فلاتش، وهو مصور مشهور عالميا، متخصص في تصوير الحيوانات ورئيس جمعية للمصورين، إنه واحد من بين كثيرين يشعرون بأنهم يتعرضون للسرقة من جانب الذكاء الاصطناعي، بحسب شبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
وقال إن الذكاء الاصطناعي قادر على تقليد أسلوبه في الصور.
وعرض فلاتش مثالا تمكن فيه الذكاء الاصطناعي من إنتاج صورة قريبة جدا من صورة التقطها بنفسه.
ويشير المصور في حديثه إلى أحد النمور التي قام بتصويرها.
وعلّق: “في حالة نمري هذا، كان علي وضع الكثير من الموارد هناك، وكان علي أن أكون هناك بجانب النمر، أما الآلة فلا تحتاج إلى فعل ذلك”.
وتابع: “لكن الحقيقة أيضا في الوقت الحالي هي أن هذه الصور تُنتج (يقصد صور الذكاء الاصطناعي) عبر استخراج صورنا وسحبها من مواقعنا، ولا تعويض ماليا لذلك”.
وذكرت شبكة “سكاي نيوز” أن هناك هيئات تجارية تدعو إلى إيجاد قوانين عاجلة تعالج المسألة.
وتقول الرئيسة التنفيذية لجمعية المصورين، إيزابيل دوران: “لقد جرى تجميع هذه المجموعات الهائلة من البيانات وسحبها بدون موافقة، علما بأن على المصورين أن يحصلوا على تعويض مالي (لقاء عملهم)”.
وأضافت أنه من العدل أن يحصل المبدعون مثل المصورين على أموال لقاء أعمالهم الموجودة في قواعد البيانات.
وتجهز الحكومة البريطانية حاليا مدونة خاصة بالذكاء الاصطناعي، لكنها ستكون في البداية طوعية.
وجهة نظر أخرى بشأن الذكاء الاصطناعي
في المقابل، يرى بعض الفنانين إمكانيات إبداعية في الذكاء الاصطناعي.
وسيفتتح مات كوليشاو معرضا لأعماله الفنية باستخدام التكنولوجيا الجديدة في لندن، الأسبوع المقبل.
وقال: “عندما اخترع التصوير الفوتوغرافي قبل 150 عاما، كان في الـ50 عاما الأولى تقليدا للرسم، واستغرق الأمر وقتا طويلا من المصورين للتفكير” قبل أن يخرجوا بكاميراتهم ويصورون في خارج الاستديو.
ويفترض كوليشاو أن الأمر نفسه يمكن أن يتكرر مع أي جديد في التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، الذي سيمر وقت طويل قبل أن يتعلم الأشخاص كيفية استخدامه والانتفاع من كل إمكاناته.