وتقول رئيسة إدارة المنتجات والعمليات في “وانتوك” لو يو “نواجه جميعاً فترات من المشاكل والوحدة، وقد لا نكون محظوظين بما يكفي ليكون لدينا صديق أو فرد من العائلة يستمعون إلى مشاكلنا على مدار الساعات الأربع والعشرين”.
وتضيف “إنّ الذكاء الاصطناعي يلبّي هذه الحاجة”.
“ظريفة جدا”
داخل مقهى في مدينة نانتونغ شرق الصين، تتحدّث فتاة مع حبيبها الافتراضي.
وتقول لـ”تشياوجانغ”، وهو رفيقها الافتراضي عبر تطبيق “ويبان” من ابتكار شركة “تنسنت”، “يمكننا التنزّه في حديقة الحرم الجامعي”.
فيجيب “أرغب في مقابلة صديقتك المفضلة وحبيبها”، مضيفاً “انت ظريفة جداً”.
وقد يصعب على الشخص مقابلة أصدقائه بشكل دائم بسبب دوامات العمل الطويلة، فضلاً عن حالة الارتياب السائدة بين الفئة الشابة، فارتفاع معدلات البطالة لدى هذه الفئة والاقتصاد المتعثر يؤشران إلى أنّ عدداً كبيراً من الشباب الصينين قلقون بشأن مستقبلهم.
وهذا الوضع يجعل من شخصية مولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، سنداً افتراضياً مثالياً.
وتقول وانغ “إذا كان بإمكاني إنشاء شخصية افتراضية تلبي احتياجاتي، فلن أختار شخصاً حقيقياً”.
وتتيح بعض التطبيقات للمستخدمين إجراء محادثات مباشرة مع عشاقهم الافتراضيين، وهو ما يذكّر بفيلم “هير” (“Her”) الأميركي الحائز جائزة أوسكار عام 2013. ويتناول العمل الذي يتولى دورا البطولة فيه جواكين فينيكس وسكارليت جوهانسون قصة رجل محطّم القلب يقع في حب شخصية من الذكاء الاصطناعي.
ولا يزال أمام التكنولوجيا مسار طويل لتقطعه. وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول المستخدمة زينغ تشنتشن، وهي طالبة تبلغ 22 عاما، إن فرق الوقت بين الأسئلة والأجوبة والذي يتراوح بين ثانيتين وثلاث ثوان يجعلك “تدرك بوضوح أنّه مجرد روبوت”.
لكنها تؤكد أنّ الإجابات “واقعية جدا”.
ورغم أنّ مجال الذكاء الاصطناعي يشهد ازدهاراً، إلا أنه غير خاضع لأنظمة وقوانين واضحة خصوصاً على صعيد خصوصية المستخدم. وقد أعلنت سلطات بكين أنها تعمل على قانون لتعزيز حماية المستهلك في التكنولوجيا الجديدة.
ولم ترد “بايدو” على أسئلة وكالة فرانس برس بشأن كيفية ضمان عدم استخدام البيانات الشخصية بشكل غير قانوني أو من قبل طرف ثالث.
ولا يزال لدى مستخدمة تطبيق “غلوو” توفاي أحلام كبيرة.
وتقول “أريد حبيباً آلياً يعمل من خلال الذكاء الاصطناعي”، مضيفة “سأكون قادرة على الشعور بحرارة جسمه التي سمتحني الدفء”.