اكتسبت أنظمة الذكاء الاصطناعي مؤخرًا الكثير من الخبرات والمهارات التي يعرفها البشر، وأصبح بمقدورها الآن تبادل أطراف الحديث مع الإنسان والتواصل معه اجتماعيًا.
ولكن هل تستطيع هذه الأنظمة معرفة ما إذا كان شخص ما يقول الحقيقة أم يكذب، على اعتبار أن ذلك هو شكل من أشكال الذكاء الاجتماعي.
ورغم أن فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم الاجتماعية بشكل عام ما زالت في بدايتها، فقد شهدت السنوات الأخيرة طرح العديد من الأبحاث التي تتناول فكرة توظيف الأنظمة الإلكترونية الذاتية في كشف الكذب بأساليب متعددة، مثل رصد حركة الرأس وتعبيرات الوجه أثناء الحديث، أو متابعة حركة العين، أو لغة الجسد، أو تحليل ما يعرف باسم اللغة الجانبية، ويقصد بها القرائن الصوتية والتعبيرية والنحوية والتركيبات والمفردات التي يختارها المتحدث أثناء الكلام.
وعادة ما يتم تدريب المعادلات الخوارزمية لمنظومات الذكاء الاصطناعي على تحليل هذه البيانات وفق مجموعة من المعايير المختلفة بهدف بيان مدى صدق أو كذب مقاطع أو تسجيلات معينة.
وسعى فريق من الباحثين من جامعتي ميتشجن وأوكلاهوما الأمريكيتين إلى قياس مدى فهم الذكاء الاصطناعي للنفس البشرية عن طريق استخدام هذه التقنيات الحديثة كما لو كانت جهازا لكشف الكذب. وشملت الدراسة، التي نشرتها الدورية العلمية Journal of Communication المتخصصة في علوم التواصل، 12 تجربة شارك فيها أكثر من 19 ألف متطوع.
![]()
