
وأثمر الاهتمام بالمتاحف بالدولة إيجاد منصات جاذبة لاستقطاب الزوار، وتعزيز حركة السياحة، مما يتوافق مع توجهات القيادة الحكيمة في الإمارات التي تدعم تطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، باعتبار أن المنتج الثقافي والتراثي من أهم مرتكزات تطوير القطاع السياحي.

وتقديراً لمكانة الإمارات، ودبي تحديداً، في مجال حفظ التراث، وما تمتلكه من بنية تحتية متقدمة في تصميم وإدارة المتاحف العالمية رشحت دبي مؤخراً لتكون أول مدينة في الشرق الأوسط ضمن ثلاث مدن على مستوى العالم لاستضافة مؤتمر المجلس الدولي للمتاحف «آيكوم 2025»، الذي يعدّ أكبر مؤتمر دولي في مجال المتاحف بالعالم.
وقال المهندس رشاد محمد بوخش، رئيس فرعي الإمارات للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم الإمارات» والمجلس الدولي للمواقع والمعالم التاريخية: إن «آيكوم الإمارات» في إبريل/نيسان الماضي تقدم بالتعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي، وبلدية دبي، ودائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بملف الإمارات لاستضافة «آيكوم 2025» في دبي. وأشار إلى أن الملف لقي ترحيباً كبيراً من القائمين على تنظيم المؤتمر في دولة عربية وفي منطقة الشرق الأوسط لأول مرة منذ تأسيس المجلس الدولي للمتاحف.
ولفت إلى أنه بناء على الملف المقدم، أدرجت دبي ضمن القائمة المختصرة التي تضم ثلاث مدن تتنافس على استضافة المؤتمر منها استوكهولم في السويد وكازان الروسية. وأضاف بوخش لوكالة أنباء الإمارات (وام) أن الملف تتابعه لجنة مختصة من المجلس الدولي للمتاحف في سبتمبر/ أيلول المقبل، وستطلع على استعداد المدينة لاستقبال الحدث الذي ينظم كل ثلاثة أعوام على مستوى العالم، والإعلان عن المدينة الفائزة بالاستضافة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ونوّه بأن دبي تمتلك بنية تحتية قوية، واستطاعت أن ترسّخ مكانتها لاستضافة الفعاليات والمؤتمرات والأحداث الكبيرة والعالمية، فضلاً عن أن شعار المؤتمر وهو «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير»، يعبر عن الارتباط بين المتاحف والمجتمعات التي تشهد تغييراً مستمراً ومتسارعاً. وذكر أنه من خلال المؤتمر سيبرز دور المتاحف في المجتمع.
وحول عمل وأنشطة «آيكوم الإمارات»، أوضح بوخش أن مجموعة من المهتمين بمجال المتاحف والتراث على مستوى الدولة أسسته في 2009 واعتمد رسمياً في 2020. وبالنسبة لعضوية المنتسبين لفرع المجلس الدولي للمتاحف في الإمارات، ذكر أنها تتنوع بين عضوية أفراد ومؤسسات وطلبة، بالإضافة إلى العضوية الفخرية، وأن عدد الأعضاء المنتسبين 50 فرداً و14 مؤسسة و7 طلاب، بالإضافة إلى 300 عامل في مجال المتاحف على اللائحة. ولفت إلى أنه خلال عام سيزيد عدد الأعضاء الأفراد إلى 400 عضو.
وأضاف أن «آيكوم الإمارات» يحرص على تنظيم الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى ترسيخ مكانة المتاحف وتعزيز مكانتها، باعتبارها مراكز لتبادل المعرفة والحوارالثقافي، والتعرف على الإرث الحضاري للمجتمع، إلى جانب تنظيمه زيارات للمتاحف الموجودة في الدولة، والتي يبلغ عددها 177 متحفاً متنوعة بين حكومية ومتخصصة وخاصة، لتقييمها والعمل على تطويرها.
ولفت إلى أن المجلس الدولي للمتاحف في الإمارات سيعمل على التنسيق مع «الآيكوم» الدولي لتنظيم عدد من الندوات التي تعرف به وفوائد الانضمام إليه، وإعداد ندوات وبرامج خاصة للوقوف على أسباب عزوف الأفراد عن زيارة المتاحف، خصوصاً في الدول العربية.
وحول المواقع الأثرية في الإمارات، أوضح المهندس رشاد بوخش أن الدولة ثرية بها، وأن بعضها يعود تاريخه إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، والآخر إلى العصور: الحجري والحديدي والبرونزي والإسلامي، مشيراً إلى تسجيل البعض منها في «اليونسكو»، فضلاً عن وضع مواقع من جميع إمارات الدولة على القائمة التمهيدية لتسجيلها كتراث عالمي.
المصدر: جريدة الخليج