وقّع الكاتب أحمد الشناوي روايته “أنا إنسان” في حفل خاص بركن التواقيع ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ43، وسط حضور كبير من المثقفين وجمهور المعرض المقام في مركز إكسبو الشارقة، والذي يستمر حتى 17 نوفمبر الجاري، تحت شعار “هكذا نبدأ“.
وقال الشناوي خلال حديثه لجمهور المعرض: “إن رواية “أنا إنسان“ تسلط الضوء على العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية التي نعيشها اليوم، سواء كانت تتعلق بالضغوط النفسية في بيئة العمل أو تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا اليومية. حرصت على أن تكون الرواية مرآة تعكس واقعنا، وتحث القرّاء على التفكير في القضايا التي تؤثر على مجتمعنا بشكل مباشر.”
وأضاف الشناوي أن “أنا إنسان” هو نافذة عميقة على النفس البشرية وقصصها المعقدة، حيث يتناول بصدق وشفافية قضايا نفسية واجتماعية شديدة التأثير في حياتنا اليومية، الكتاب ليس مجرد مجموعة من القصص، بل هو مرآة تعكس آلام المجتمع وضغوطه المتزايدة، وكيف تؤثر هذه الضغوط على الأفراد سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
وأشار الشناوي إلى أن الرواية تسلط الضوء أيضًا على بيئة العمل وضغوطها النفسية التي يعاني منها الموظفون. وأوضح أن الكتاب يناقش الفروق بين المدير والقائد، وكيف يمكن للأسلوب الإداري أن يكون عاملًا إما لتعزيز الإنتاجية والسعادة النفسية للموظفين أو لخلق بيئة سامة مليئة بالتوتر والقلق، فالمدير الذي يستخدم أسلوب التسلط والتحكم يعكس تأثيرًا سلبيًا عميقًا على صحة الموظفين النفسية، بينما القائد الذي يقود بفهم ودعم يشكل مصدر إلهام وراحة.
وفي زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، يتناول الكتاب تأثير هذه المنصات على العلاقات الشخصية والعائلية، وكيف أصبحت المظاهر الخارجية والمقارنات الوهمية تُشكل ضغوطًا إضافية على الأفراد. يُظهر الكتاب كيف أن الهوس بالظهور المثالي ومقارنة الحياة بالآخرين يمكن أن يؤدي إلى أزمات نفسية عميقة، بدءًا من الشعور بالدونية إلى الاكتئاب والانعزال الاجتماعي. تكشف القصص في الكتاب عن تأثيرات تلك الضغوط على العلاقات العاطفية والزواج، وكيف يمكن أن تؤدي إلى تدمير الحب الحقيقي بسبب البحث المستمر عن الصورة المثالية.
إلى جانب ذلك، يتناول “أنا إنسان” قضية مجتمعية أخرى ذات أهمية بالغة، وهي موضوع أطفال الشوارع. يطرح الكتاب قضية هؤلاء الأطفال من منظور مختلف، مشيرًا إلى أنهم ليسوا مجرمين أو مذنبين، بل هم ضحايا لظروف اجتماعية واقتصادية قاسية دفعتهم إلى الشارع. يدعو الكتاب إلى النظر إليهم بعين الرحمة والتعاطف، والعمل على إيجاد حلول مستدامة لانتشالهم من تلك الحياة القاسية، مثل توفير التعليم والرعاية النفسية والدعم الاجتماعي.
“أنا إنسان” ليس مجرد عرض لقضايا ومشاكل، بل هو دعوة للتغيير إنه يطرح أسئلة هامة حول كيف يمكننا أن نكون أكثر إنسانية، وكيف يمكننا بناء مجتمع أكثر تفهماً وتقبلاً للاختلافات والتحديات التي يواجهها الأفراد في حياتهم اليومية.
يأمل الشناوي من خلال هذا الكتاب أن يسهم في فتح نقاش أوسع حول هذه القضايا، ويحث الجميع على أن يكونوا أكثر تعاطفاً وتفهماً تجاه معاناة الآخرين، سواء كانت نتيجة ضغوط العمل، أو تأثيرات السوشيال ميديا، أو حتى الظروف الاجتماعية الصعبة.